منذ صدور الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أميراً لمنطقة الرياض عاصمة الوطن، هذه المدينة التي نمت وتطورت واتسعت أحياؤها في كل الجهات كيف لا وهي مقر القيادة الرشيدة لهذا الوطن فكانت كل هذه الرعاية والعناية من ولاة أمرنا - حفظهم الله - لذا جاء الأمر السامي الكريم بتعيين الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أميراً لها وقد كان في موقع آخر؛ حيث كان أميراً لمنطقة القصيم إحدى مناطق الوطن الرئيسة.
منذ تولي سموه الكريم لهذه المنصب والرياض العاصمة في حراك لا يتوقف وفي كل المشروعات صحية، وعلمية، وخدمية بكل أنواعها ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي كلها تنقل ذلك ويعلمه الجميع، وهذا دليل الاهتمام والحرص بالعناية من قبل سموه الكريم بما تحت مسؤوليته ومدار اهتمامه.
عرفت سموه الكريم منذ أن وطأت قدمه أرض القصيم عندما صدر التوجيه السامي الكريم بتعيينه أميراً لها، حيث شرفت بمقابلته، وقد سرني ذلك اللقاء، وسعدت بتلك التوجيهات التي سمعتها من سموه الكريم، وكانت نبراساً لي خلال عملي وكيلاً ثم مديراً للمعهد العلمي في محافظة الرس - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - حتى تقاعدت لبلوغي السن النظامية للتقاعد.
كنت حريصاً على المشاركة في استقبال سموه عند زيارته لمحافظة الرس مفتتحاً لأحد المشروعات أو مكرّماً أبناءه الطلاب من خلال حفلات تعليم محافظة الرس على المستوى العام أو الجامعي؛ حيث يشرف سموه الكريم حفل تخريج طلاب الكلية المتوسطة لإعداد المعلمين وبعد ذلك كلية المعلمين وحتى بعد أن أصبحت كلية العلوم والآداب تابعة لجامعة القصيم.
ولا أنسى كلماته الضافية التي يرتجلها في تلك المناسبات حيث لا يعجزه التعبير أو تخونه الكلمات، بل انسياب كالماء الزلال وبلغة عربية فصحى فسموه الكريم يجيد الحديث، ويعطي الموضوع حقه، ويعرف إلى من يتحدث ومع من يتحدث فتصبح كلماته توجيهاً ورسم منهج.
ومما يتميز به سموه الكريم حرصه على الحضور إلى تلك المناسبات في الوقت المحدد وبدون تأخير وهذا ما عرفه عنه الجميع.
عرفت في سموه الكريم القوة مع لين الجانب، والسماع للمتحدث حتى يعرف ما عنده ثم يتحدث إليه بما يتناسب والموضوع الذي قابل سموه من أجله، هكذا عرفته - حفظه الله - يختار العبارة المناسبة في المكان المناسب لها فيقنع الطرف الثاني، وهذا دليل الذكاء والفطنة وهما صفتان مؤثرتان يحتاج إليهما من هو في مكانته - حفظه الله -.
عرفت في سموه الكريم الحرص على الوقت، واستثماره فيما ينفع، وذلك من خلال جلساته المسائية التي يعقدها في قصر الضيافة بمدينة بريدة، وهي أسبوعية إلا إذا حالت مسؤوليات أخرى؛ حيث يستقبل - حفظه الله - المشايخ وطلبة العلم والمسؤولين من مدنيين وعسكريين وعامة المواطنين، وتكون تلك الجلسات عامرة بالحديث عن كل ما يهم الوطن والمواطن.
ويتبادل سموه الكريم الحديث مع الحضور في موضوعات شتى، ويستنير الجميع بآراء سموه الكريم الصائبة، حيث يخرج الجميع بحصيلة نافعة من تلك الجلسات، ثم يستمع سموه الكريم إلى من لديه طلبات أو شكوى، ويوجه - حفظه الله - بعمل اللازم تجاه ذلك، ويتناول الحضور طعام العشاء المعد بهذه المناسبة، ويودع الجميع سموه الكريم مع أمل اللقاء به في جلسات قادمة.
عرفت سموه الكريم حينما كان على رأس الهرم بإمارة منطقة القصيم في حراك لا يتوقف، يزور المحافظات والقرى والهجر مدشناً لمشروع تنموي حكومي أو أهلي، مباركاً لأبنائه الطلاب تخرجهم على مستوى التعليم العام أو الجامعي، وكان يخص المشروعات الخيرية حكومية أو أهلية بمزيد اهتمامه وعنايته.
مشاركاً للأسر في القصيم أفراحها وأتراحها، وهذه سنة حسنة لولاة أمرنا - حفظهم الله - بدءاً بالمؤسس الملك عبدالعزيز - غفر الله له وأسكنه فسيح جناته - وهكذا تكون اللحمة والتواصل بين الراعي والراعية، وهذا يحسدنا عليه العالم أجمع حتى سعوا إلى دعوة بعض من شبابنا ممن اغتروا بتلك الدعوات المغرضة فحصل تدمير وتخريب وإخافة وإراقة للدماء المعصومة، واكتوت بلادنا بنار الإرهاب ذلك الغول المخيف.
ولكن بفضل الله ثم بحكمة وحنكة وحزم وعزم ولاة أمرنا نجت بلادنا وسلمت من ذلك الغول المخيف؛ فالتف الناس حول ولاة الأمر والعلماء الربانيين بل تصدرت بلادنا العالم لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه وأسهمت بكل ما تملك لصد تلك الهجمات الشرسة وتحالفت مع دول العالم كذلك.
عرفت سموه الكريم يتحدث عن ذلك الإرهاب مشيداً بما يقوم به ولاة الأمر في هذا الصدد، وله تصريحات مع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وقنوات التواصل حول ذلك. فهذا الغول المخيف لم يغب عنه كيف لا وهو على رأس المسؤولية في منظومة أمراء المناطق في بلد الأمن والأمان.
معذرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أن قصرت في الحديث عن تلك الاهتمامات التي تميز بها سموكم الكريم فهذا جهد المقلّ وإلا لو استزدت القلم لزادني.
وليعذرني القراء الأعزاء لجريدة الجزيرة، فقد يعلمون كثيراً وكثيراً عن سموه الكريم - حفظه الله وسدده - .
وها هو أميراً للرياض في حراك لا يتوقف يتابع مشروعات التنمية العملاقة في عاصمة الوطن ومقر القيادة الرشيدة، ومحط أنظار العالم. حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه، وسدد خطى ولاة أمرنا من آل سعود، وبارك في أقوالهم وأعمالهم،، اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين.