«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
أول شيء قد تلاحظه عندما تركب سيارة ما. سيارة معارفك. أم سيارة تاكسي. هو تلك الأشياء الحميمة التي يحرص أصحاب السيارات على وجودها أمامهم أو حتى داخل (الطابلون) ويشترك الملايين من أبناء المملكة والخليج والدول العربية وحتى الإسلامية على وجود القرآن الكريم داخل السيارة فهو خير وبركة. بل هناك من يحرص قبل ركوبه سيارته الجديدة وقيادتها على وجود كتاب الله. وحتى أصحاب الديانات السماوية الأخرى يحرصون على وجود نسخة من كتابهم المقدس داخلها..؟! والذي عشق السفر وظروفه أتاحت له ركوب العشرات من سيارات التاكسي سوف يشاهد العجب والصيام في رجب. أشياء غريبة وعجيبة ومثيرة. فهناك من يضع صور لأفراد أسرته وحول داخل سيارته إلى معرض للصور والمقتنيات المختلفة. وباتت السيارة متحفا مصغرا ومتنقلا.. واذكر قبل شهور عندما كنت في زيارة للقاهرة. فوجئت في سيارة الأجرة التي نقلتني من الفندق لمنطقة الأهرام. بعشرات صور مشاهير الممثلات والمطربات ملصقة بجوار مقود القيادة.. وداخل السيارة تستطيع اكتشاف ثقافة واهتمام أبنائها.
فالسيارة في تايلند أو الفلبين غيرها في الصين أو الهند أو جنوب أفريقيا. فسوف تجد التماثيل الصغيرة المزروعة أمام النافذة الأمامية للسيارة.. وتتدلى من (المرآة) الرئيسة عدد لا يحصى من الأشياء..؟! ايقونات. أو صور أو تعويذات. وفي بلادنا قد تجد عددا كبيرا من السيارات تحمل شريط معطر أو سبحة. أو حتى سلسلة مفاتيح..ومع اهتمام الناس بسياراتهم وتزيينها انتشرت تجارة خاصة ومزدهرة بتوفير كل ما تحتاجه لداخل سيارتك من زينة وإكسسوارات. من ملصقات تحمل أدعية وآيات قرآنية كريمة إلى أعلام الوطن وصور القيادة.. وأذكر في الماضي عندما لم تصل بعد السيارات المكيفة انتشرت المراوح الصغيرة التي توضع أمام السائق. وعلى جانبي مقاعد الركاب.. واليوم تجد داخل السيارات. برادات صغيرة للماء والمرطبات. كما في سيارات الأثرياء والميسورين الذين تتميز سياراتهم بوجود سعة أكبر ومقاعد تتحول إلى أسرة للنوم المريح وشاشات عرض تلفزيونية وهواتف.. كما في الدرجة الأولى بالطائرات الفخمة..وفي السيارات التي تستخدم في العاصمة التايلندية والتي تعاني من زحمة خانقة تتوفر وسائل داخلها لقضاء الحاجة أعزكم الله.
وفي الدول الأوربية والأمريكية تفرض بلدياتها على أصحاب السيارات والمركبات وجود أكياس ورقية توضع فيها النفايات ومخلفات ركابها. منعا لعدم رميها من نافذة السيارة. وماذا بعد داخل السيارة. عالم خاص. جدير بالاهتمام وعلى الأخص لمن سوف يقوم برحلة طويلة ومعه أطفال لذلك تنبهت الشركات الصانعة للسيارات إلى توفير شاشات تلفزيونية في المقاعد الخلفية كما في الطائرات ليتابع الأطفال أفلامهم الكرتونية المحببة التي تسعدهم طوال الرحلة وتبعدهم عن الملل. ولا تجعلهم يشغلون والدهم أثناء القيادة.