د.دلال بنت مخلد الحربي
تمثّل إجازة هذا العام مشكلة للأسر بسبب طول فترتها، وقلة وسائل الجذب للأطفال والشباب الذين هم دون الخامسة عشرة، هذه الوسائل التي تعينهم على قضاء أوقاتهم في أمور مفيدة يستقون منها جوانب من المعرفة وينمون مداركهم ويتفاعلون مع واقع الحياة المعاصرة.
أعرف أن هناك بعض الأندية وبعض الوسائل المخصصة للأطفال وصغار السن من الشباب، ولكن تظل نسبتها ضئيلة مما يعني أن الغالبية العظمى من الأطفال والشباب ممن هم دون الخامسة عشرة ليس أمامهم سوى قضاء الوقت في منازلهم ومقابلة الشاشات؛ سواء ذلك الشاشات الكبيرة وهي التلفزيون أو شاشات الآيباد والهواتف وغيرها ينتقلون فيها من مشاهد إلى مشاهد، في الوقت الذي يصعب مراقبتهم ومتابعتهم، كما أن محاولة إبعادهم عن هذه الأجهزة يؤدي إلى مشاكل قد تكون مؤثّرة على الحياة المنزلية وعليهم باعتبار أن معظم من هم في سنهم متاحة لهم بشكل يبعث على الاستغراب ودون رقابة من الأهل.
ولا أزعم هنا أنني أطرح حلولاً أو أنني أقدِّم وسائل لتجاوز مثل هذه المشكلة وهي مشكلة الفراغ الذي يعيشه الأطفال في هذه الإجازة الطويلة.
ولعلي أطالب بأن تنهض بهذا الموضوع مؤسسات حكومية يفترض أن لها صلة بهذه المسألة مثل وزارة التعليم ووزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للرياضة.. كل هؤلاء من المهم أن يساهموا مجتمعين لوضع ما يمكن أن يجذب الأطفال والشباب دون الخامسة عشرة واستثمار وقتهم بما يفيد، وفيما يدعم توسيع مداركهم وتأهيلهم لخدمة الوطن في قادم أيامهم وإبعادهم عن المؤثّرات التي تمتلئ بها وسائل التواصل الاجتماعي، وهي ليست بقضية صعبة في حال التركيز عليها باعتبارها قضية مؤثِّرة على مسار المجتمع.