موسكو - سعيد طانيوس:
تهرّبت الإدارة الأمريكية ووزارة خارجيتها من الدعوات التي أطلقها «أهل بيتها» للحسم العسكري في سورية مع نظام بشّار الأسد، بحجة تفضيلها للحلول السياسية بالاعتماد على تجربتها الفاشلة في غزو العراق وما أسفرت عنه من تسليم هذا البلد إلى إيران المجاورة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة لا تزال ترى أن الحل السياسي للأزمة في سوريا هو المفضل. وقال المتحدث باسمها جون كيربي في مؤتمر صحفي، تعليقًا على اقتراح مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين بدء عملية عسكرية ضد الحكومة السورية: «إن التسوية السياسية لا تزال هي الطريق المفضل إلى الأمام».
وأضاف كيربي أن الوضع في سوريا يبقى سيئًا جدًا، بما في ذلك من الناحية الإنسانية. كما أفاد بأن الوزارة تعمل على إعداد رد على مقترح الدبلوماسيين، لكنه أشار إلى أن نصه لن ينشر.
وأوردت الصحيفتان الأمريكيتان، «نيويورك تايمز» و»وول ستريت جورنال»، الخميس الماضي، أن نحو 50 دبلوماسيًا أمريكيًا وقعوا على رسالة داخلية دعوا فيها إلى البدء بقصف قوات دمشق الحكومية، واصفين هذا الإجراء بالأسلوب الوحيد لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وإحلال السلام في سوريا.
وفي ذات السياق التهربي، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، أن الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من الحرب على العراق، في عام 2003، تؤكد عدم وجود حل عسكري للنزاع في سوريا. وقال خلال موجز صحفي دوري: «إن سياستنا الحالية في سوريا منعت تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة»، مشيرًا إلى أنه ليس بإمكان أحد تحقيق نجاح إذا عول على الحل العسكري في سوريا.
وتابع ايرنست: «أعتقد أنه أهم الدروس التي تعلمناها بعد التدخل في العراق الذي أقدمت عليه الإدارة السابقة في العام 2003».
وأشار ردًا على سؤال حول احتمال بدء الحرب ضد الرئيس السوري بشار الأسد، إلى أن البيت الأبيض لا ينوي تحويل الموارد والجهود الرامية إلى محاربة تنظيم داعش في سوريا إلى خوض المعركة ضد الأسد.