قرغيز وتعني (أربعون بنتاً) بالقرغيزية و(ستان) بمعنى «أرض أو موطن» بالفارسية، وهي إحدى دول آسيا الوسطى أو بلاد ما وراء النهرين وهما نهر سيحون وجيحون، ولوقوعها على نفس خط العرض لسويسرا، ولجمال طبيعتها وتنوع التضاريس ولكثرة البحيرات والأنهار والشلالات يطلق عليها محبوها (سويسرا الشرق)، إلا أنها تفتقر للخدمات السياحية وضعف البنية التحتية.
ورغم تخلصها من الشيوعية واستقلالها منذ عام 1991 إلا أن تأثير الاتحاد السوفيتي ما يزال واضحاً في المباني والطرق والأسواق التي تحت الأرض وقلة المساجد مع أن نسبة المسلمين 80%.
ويوجد العديد من الأعراق من القرغيز، الأوزبك، الأوكرانيين، الدونغان، الأغور والقليل من العرب من يعمل في مجال التجارة أو التدريس أو طلاب، إضافةً إلى بعض الطلبة الهنود، إلا أنه عند تجولي في العاصمة بيشكيك وخارجها كنت أتلقى بعض نظرات الفضول، وهذا بسبب عدم التعود على رؤية السواح بكثرة والانفتاح البطيء على العالم لدرجة انزعاج البعض من تصويري في الأماكن العامة.
على بعد 300 كيلو شرق بيشكيك ذهبت إلى بحيرة أسيَكول (البحيرة الدافئة) التي تقع على ارتفاع 1600 فوق سطح البحر وتبلغ مساحتها 6200 كيلو متر مربع (أقصى طول 180 وأقصى عرض 60 كيلو) مما جعلها ثاني أكبر بحيرة جبلية في العالم وعلى الطريق نفسه غادرت إلى مدينة كراكول التي تبعد عن الحدود الصينية 150 كيلو متراً حيث يكثر بها بيوت الضيافة وتفتقد لوجود الفنادق، ولكن ما يميزها وجود وادي التين أرشان ويعني منبع الذهب باللغة القرغيزية، وسمي بذلك لشدة جمال الطبيعة من كثافة الأشجار وانسياب الأنهار وتدفق الشلالات والذي يبلغ ارتفاعه 3000 فوق سطح البحر ولا يمكن الوصول إليه إلا مشياً على الأقدام أو باستخدام المدرعات الروسية بسبب وعورة الطريق وكثرة الصخور، وهذا ما جعله صعب الوصول إليه من أغلب السياح إلا من لديه القدرة على تحمل الطرق الجبلية ومحبي رياضة المشي الجبلي (Hiking).
وقرغيزستان من الدول التي لا تطل على البحر مما أوجد سوق دوردوي الذي يعتبر أكبر سوق شعبي في آسيا الوسطى على مساحة 100 هكتار ويتميز بوجود أكثر من 10 آلاف حاوية، وسبب كثرتها يعود لعدم إرجاع الحاويات لارتفاع تكلفة إعادتها لبعد المسافة عن أقرب ميناء بحري، كما يوجد بعض الأسواق الحديثة التي تتميز بصغر حجمها وبساطتها.
أما المطبخ القرغيزي فمتنوع بأكله، ومن أبرز الأكلات الشعبية السمسا الشبيهة باليغمش والمانتي الشبيهة بالمنتو، أما الأكلة التي بالعادة تقدم في المناسبات (البش برمق) المكونة من المكرونة واللحم وعادةً ما يكون بلحم الخيل، أما المشروب المفضل لديهم هو (قمز) حليب الخيل والذي يعتقدون بأنه علاج لكثير من الأمراض وذلك لاحتوائه العديد من الفيتامينات والمعادن.
وأخيراً أغرب التقاليد التي لا تزال موجودة عند بعض الشعب القرغيزي الزواج بالخطف، فعند رغبة الشاب بالزواج فإنه يقوم بخطف الفتاة التي وقع عليها الاختيار بمساعدة أصدقائه، إذ يقوم بتتبعها ومراقبة تحركاتها وخطفها من الشارع والذهاب بها إلى منزل ذويه، وتشير الإحصاءات أن ثلث فتايات قرغيزستان تزوجن بهذه الطريقة التي يطلق عليها مصطلح أخطف وأهرب.