الكل كتل متجانسة، والكتل أجزاء متجانسة. ومجموع الأجزاء يشكل الكل. وفي علوم وتطبيقات الطب الجراحي، أن الكل يرفض الجزء الغريب، وأنه قد يخضع لمؤثرات عقاقير تطوع الكل لقبول الجزء الغريب خضوعاً قسرياً ،لا يلبث أن يتمرد على المؤثرات من العقاقير. والمكونات السياسية في أي مجتمع بشري بغض النظر عن ثقافته السياسية والعلمية والدينية والتقاليد والعادات الاجتماعية، هي مجموع أجزاء متجانسة من الفكر السياسي الهادف لغايات عامة تستهدف مصلحة الكل، ومتى ما التقت الأهداف وإن اختلفت المنهجيات والوسائل، تجانست أجزاء الكتل وكونت الكل.
في إطار الدولة الواحدة. ومذهب البعض أن الحوثيين جزء من مكون يمنى، مذهب يخالف قواعد التجانس التي تصهر الكتل في كل واحد. ذلك أن الحوثيين منذ ظهور نشاطهم أول مرة لم تكن غاياتهم تستهدف مصلحة عامة. حيث إن نشأتهم بنيت على أساس مظلومية الهاشميين، وهذا الأساس أساس عنصري بحت. يكذبه الواقع والحاضر والتاريخ ،إلا إذا كانت رؤيتهم أن إنصافهم فقط أن يكونوا الولاة على رأس السلطة. وهذا بحد ذاته نفور ورفض للأجزاء المكونة للكتل اليمنية المكونة للكل.
فالحوثيون بدأوا بإشعال فتيل الفتنة في يونيو عام 2004م بقتل ثلاثة من جنود تابعين لسلطة الإدارة المحلية، بواسطة ما يسمى «منتدى الشباب المؤمن» « وهذه التسمية لا تعني إلا نعت غيرهم بغير المؤمنين» وصدر أمر بالقبض على رئيسهم آنذاك حسين بدر الدين الحوثي الذي هرب ولجأ لكهوف جبال مران. وانتهت حروبهم مع نهاية الحرب السادسة بسبب ممارستهم مافيا الخطف بخطف ثلاثة أجانب، مع الدولة في أغسطس 2009م قبل ابتلاعها، هذه الحروب الستة، مع عدم وجود الذرائع الحقيقية التي تستجلب تعاون وتعاطف الكتل اليمنية معهم. جعلت الحوثية جزءا غريباً منفوراً مرفوضاً من الكتل اليمنية.
ولن تفيد أو تقلل من رفض الكل لهذا الجزء الغريب بينهم. مذهب البعض أن الحوثيين جزء مكون من المجتمع اليمني، فالحوثية تعتنق العقيدة الجارودية الاثني عشرية، وهي العقيدة المرفوضة في عموم اليمن سنة وزيدية، وهي جزء عنصري مأفون بالأنا، لا يرى الحق إلا له، وطبيعة الجزء الغريب إن لم يرفضه الكل رفض هو الكل «والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وأي نهاية للحوثيين لا تجرم الحوثية دستوريا فهي نهاية لمرحلة مبشرة بحمل وولادة أخرى قد تكون أبشع وأشنع «لذلك نسمع من متحدتهم قوله : إن لم نناصف السلطة والشرعية فستذهب مباحثات الكويت كما ذهب القرار 2216. وهو دليل على أن الحوثية تعيش الوهم ولا سواه.
فهم يتصورون أن القرار 2216 ذهب لأن الأمم المتحدة بتخاذلها الفاضح لم تسع جادة لطبيق بنوده الواردة بحقهم في تواريخ استحقاقها. بينما القرار الأممي كالسيف على رؤوسهم» إن انثلم عن هامة الصخر سيف. فرهيف تلمع له فوق الهامات ذٌبابٌ « إلغاء القرار مطلب الحوثيين وحليفهم صالح، ولكنه أمل. كأمل إبليس بالجنة.