رجاء العتيبي
تعلمنا في المؤسسات الأكاديمية أن أحد أهم وظائف المخرج التلفزيوني أو المسرحي إظهار الممثل في أفضل حالة له، سواء عن طريق التوجيه، أو عن طريق تسخير كل العناصر الفنية والتقنية لخدمته، ولا يعني ذلك إغفال الحدث، ولكننا نريد من ذلك ألا يكون الممثل مجرد شكلا لا قيمة له، أو عالة على المشهد، ما يجعله شخصا غير جدير بالاحترام عند المشاهدين.
والمتابع للأعمال المحلية التي تعرضها عدد من القنوات الفضائية رمضان الحالي، يشاهد كثيرا من الممثلين (نجوم وغير نجوم) ظهروا على الشاشة بصورة غير مرضية، أحيانا لا تخدمه زاوية الكاميرا، وأحيانا يبدو داخل إضاءة ضعيفة، وأحيانا لا تتأكد مشاهده القوية، وأحيانا ـ وما أكثرها ـ يرضخ لرؤية الممثل في أدائه، فيدير الكاميرا له، حسب ما يعتقد الممثل أنه صحيح، دون أن يتدخل في كبح بعض (السماجات) التي تحرق المشهد وتقتل الحلقة، وربما تم تغيير القناة بأكملها.
الفنان القدير/ حسين عبد الرضا أشار إلى شيء من ذلك في برنامج الشريان الأسبوع الماضي وقال بشكل صريح، إن كاميرا سيلفي لم تخدم ناصر القصبي كممثل موهوب، وأشار أن المخرج حجم من قدرات القصبي التمثيلية بعدم استيعابه له كممثل متمكن، وعدم استيعابه لفكرة المشهد وتفاصيله، وعندما يتحدث حسين عبد الرضا عن هذا الموضوع فإنه يعي ما يقول، ويعي ذلك كل مخرج وممثل وناقد ومتذوق للفن.
المسؤولية لا تقع على كاهل كاتب النص ولا على مدير الإنتاح ولا على مدير التصوير، ولا على المنتج، وإنما تقع على كاهل (المخرج) الذي (شات) المشهد بأسرع ما يمكن منعا للتأخير وزيادة التكاليف، حتى لو استجاب في ذلك للمنتج، فإنه لا يعفيه من تحمل المسؤولية، فالقرار في النهاية قراره.
الممثل عادة (ما يدقق) في الكيفية التي سيظهر بها، إما ثقة في المخرج، أو جهلا بشروط (الكادر)، وإذا ناقش حول هذا الموضوع يبحث عن (الكلوز) لا أقل ولا أكثر، والمسألة ليست كلوز أو ميديوم أو لونق، المسألة كيف ظهر الممثل على الشاشة، تمثيلا، وأداء، وهل خدمته عناصر المشهد، هل احترمته الكاميرا؟
بمجرد أن تشاهد أحد الأعمال المحلية هذا الموسم ستمر من أمامك أمثلة كثيرة، من بينها مشاهد الممثل القدير/ محمد الطويان في مسلسل سيلفي 2 الحلقة 13 (راحوا الطيبين) السبت الماضي، سترى أن هذا الممثل العظيم خذلته الكاميرا وتاهت ملامحه السينمائية بين لقطات مهزوزة وإضاءة مضطربة، وحوارات ضعيفة.