إن التطور التكنولوجي العظيم الذي يشهده العالم في العصر الحالي، أدى إلى نمو العولمة بشكل هائل وظهور ما يسمى بالشركات متعددة الجنسيات التي يديرها أشخاص من مختلف الجنسيات والثقافات، وكنتيجة لذلك فإن نهج وأساليب القيادة المستخدمة في بلد معين ليس بالضرورة أن تكون فعالة في بلد آخر، وذلك على الأرجح بسبب التوجهات والدوافع والعوامل المحفزة لكونها مختلفة، ومن ناحية أخرى فإن اختلاف المتطلبات من بلد إلى آخر تبين أن القادة المؤثرين في شرق آسيا مثلا قد لا يكونون قادرين على نقل مهاراتهم إلى المنطقة العربية بنتائج متساوية، فهذا كله يعود إلى التنوع الثقافي الضخم في العالم. ونستنتج أن فهم الثقافات المتعددة هو من أكبر المتطلبات لقيادة فعالة.
القيادة هي القدرة على إلهام وتحفيز الآخرين ليصنعوا التزامًا كاملًا ويكونوا على استعداد دائم لتحقيق وتنفيذ أهداف معينة، فهي قدرة الشخص على التحكم والتأثير بمجموعة من المرؤوسين ليسير معهم نحو الإنجاز المُراد. فالقائد هو الشخص الذي يمتلك هذه المهارة، بعض القادة ولدوا على هذه الصفة وبعضهم اكتسبها من التعلم والخبرة. القائد الناجح يتصف بالثقة وقدرته على مواجهة المواقف الصعبة والتكيف معها، فهو يمتلك ذكاء اجتماعيا، يستمع لوجهات نظر مرؤوسيه، يعمل بروح الفريق ويعرف كيف يفوض المهام وأيضًا يتمتع بمرونة عالية.
فالقيادة تقود إما إلى النجاح أو الفشل في العمل الإداري وهذا يعود إلى أساليب وممارسات القيادة المتبعة في الشركات. القيادة الفعالة تحتاج إلى تطوير برامج ومهارات معينة تهدف إلى جعل الشركة حساسة ثقافيًا وقابلة للتكيف والتغيير وقادرة على إدارة الاختلافات بكفاءة.
من أهم الجوانب في القيادة عبر الثقافات هي معرفة كيفية التواصل مع المرؤوسين، في ثقافتنا السعودية مثلًا يميل بعض القادة إلى رفع أصواتهم للتأكيد على نقطة ما، بينما في الثقافة الآسيوية يتحدثون بنفس المستوى طوال تواصلهم. فمن مفاتيح القيادة المثمرة هي فهم أنماط وسلوكيات العمل في ثقافة معينة والتكيف معها على نحو ملائم، وأيضًا كفاءة القائد في توجيه أتباعه وذلك من أجل قوة العمل الإداري واستغلال هذا التنوع الذي يقود إلى الابتكار والإبداع، ومن ثم الوصول إلى النجاح المرتقب.
فمن من سمات القيادة الناجحة في عالم الأعمال هي: تحقيق مستويات عالية من الإنتاجية، والفعالية، الكفاءة في استخدام الموارد، تحقيق مستوى عال من الجودة، ولا ننسى نهج العمل الجماعي الذي هو أساس القيادة، فلا يوجد قائد بدون أتباع ، حيث إن دور القيادة يتمحور حول كيفية جعل هذه المجموعة منتجة ومتعاونة رغم التنوع في القدرات والثقافات وهذا يعتبر فنا من فنون القيادة.
المراجع:
Robbins، S.، Judge، T. and Hasham، E.(2012)، Organizational Behavior (Arab World Edition)، Pearson Higher Education.
Luthans، F.، Jonathan P. Doh. (2015)، International Management، McGraw-Hill Create.
3- الفقي، إبراهيم.(2008)، سحر القيادة، الطبعة الأولى، دار أجيال للنشر والتوزيع، مصر.
4- كنعان، نواف.(2009)، القيادة الإدارية، الطبعة الأولى، دار الثقافة للنشر والتوزيع.
- عنيزة