كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رفيقاً يحب الرفق ويأمر به ويكره العنف والتشدد وينهى عنه. والرفق هو اليسر في الأمور والسهولة في التوصل إليها، وخلافه العنف وهو التشديد في التوصل إلى المطلوب.
ومن رفقه عليه الصلاة والسلام أنه كان يختار لأمته الأيسر إذا خيّر بين أمرين ما لم يكن إثما، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه. وحث ولاة الأمور على الرفق بالرعية، ودعا لمن امتثل بذلك. وربما ترك عليه الصلاة والسلام الشيء من الطاعة مخافة أن يفرض على الأمة، ويقوم إلى الصلاة يريد أن يطولها فيسمع بكاء الصبي فيتجوّز فيها كراهية أن يشق على أمه.
ومن رفقه بأمته أنه كان ينهى عن التشدد في الدين والغلو فيه ويبين عواقب ذلك. وكان يأمر من بدر منه تشدد في العبادة بالاقتصاد واتباع السنة رفقاً به وخشية من وقوعه في الأهواء والبدع. ويأمر أصحابه رضي الله عنهم بالرفق بمن تحت أيديهم من خدم وإجراء. ويخبر أن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق.
فعلى المسلم أن يتصف بهذا الخلق العظيم، وعلى المجتمع المسلم إشاعة قيمة الرفق في الأمور كلها، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه).
- المشرف على كرسي المهندس عبد المحسن الدريس للسيرة النبوية بجامعة الملك سعود