الجزيرة - أحمد المغلوث:
في كل مدينة في وطننا الحبيب.. يعاني المواطنون من ظاهرة سيئة وهي سوء الصيانة لدى مختلف الورش.. أكانت وش سيارات أم صيانة مكيفات أو حتى أجهزة كهربائية أو تقنية مختلفة.
وحاجة المواطن الى الصيانة باتت في هذا العصر شر لابد منه.. ولا بد ممن ليس منه بد. فيضطر بالتالي المواطن إلى تسليم سيارته أو جهازه لهذه الورشة وتلك.. وهو يضع يده على قلبه كونه لا يعلم كم سوف تكلفه عملية الصيانة.. وأول شيء يسمعه من صاحب الورشة أو العامل فيها. خليها. او أتركها.
ونتصل بك ونخبرك بما تحتاجه.؟!
مواطن ومع ارتفاع درجة الحرارة شعر بأن مكيف سيارته يحتاج لتعبئة «غاز» بعث بسيارته مع السائق.
فطلب منه العامل ان يعود غدا ليتأكد عن عدم وجد «تنسيم» وليراقب المكيف ومستوى التكييف.. كلام جميل ومقتع ولا غبار عليه وبعد مراجعته.
طلب منه مبلغ تجاوز الـ250 ريال وقال له: لقد قمت بصيانة كذا وغيرت لك خرطوش كذ الخ والعملية كانت لا تحتاج إلا غاز فقط.؟!.. والعام الماضي اتصل أحد معارفي بورشة صيانة للمكيفات للقيام بعملية غسيل لبعض مكيفات منزله. وطلب منهم أن تتم عملية الغسيل في حديقة بيته الصغيرة.
فرفضوا بحجة أن عملية الغسيل تحتاج تنظيف داخلي وبخاخ للتجفيف لا يتوفر معهم الآن لذلك لابد من حمل المكيفات للورشة.
وهذا ما حصل بالفعل حمل العمال المكيفات .. وبعد ساعات عادوا بها نظيفة.. ولكن وما أصعب ولكن في هذه الحالة المؤسفة.
لقد اكتشف صاحب المنزل وخلال عملية إعادة تركيب المكيف لموقعه في الجدار بأن (ماطور) المكيف يحمل علامة مختلفة عن العلامة الحقيقية للجهاز.
فسأل العامل هذا ليس مكيفنا يبدو أنكم أخطأتم وأحضرتم لنا مكيفا آخر.. فراح العامل يقسم بأن جميع المكيفات الأربعة التي قاموا بغسيلها وتنظيفها هي نفس مكيفات بيته .. فبسرعة أخرج جهاز (آيفونه) وراح يبحث في ملفات الصور.
وعرض على العامل وزميله صور المكيف و(الماطور) ورقمه.
وأشار إلى أن الماطور الموجود في داخل المكيف حجمه صغير وعلامته مختلفة. عندها جثا العامل على يد صاحب البيت وراح يترجاه و يتوسله أن يستر عليه وأنه خلال نصف ساعة سوف يعيد المكيفات كما كانت وبدون قيمة الغسيل.؟!
وقبل شهور توقفت ساعة ثمينة لسيده من الشرقية عن العمل. فأرسلتها مع سائقها للوكالة لكنه سلمها لمحل إصلاح ساعات لتركيب قرص بطارية. فطلب عامل الورشة منه أن يعود إليه بعد فترة لفحصها بدقة نظرا لكون الساعة غير عادية.. ذهب السائق وعاد بعد فتره وليسلمه الساعة بعد صيانتها.
وصادف وجود السيدة المواطنة في دولة خليجية خلال إجازة فتوقفت ساعتها عن العمل من جديد. فوجدتها فرصة أن تذهب للوكالة الشهيرة التي أنتجت ساعتها الثمينة.. فطلب المسئول منها الانتظار.. وكانت الصدمة الموجعة عندما أخبرها الفني بأن جميع محتويات ساعتها الداخلية تقليد. اللهم. إلا الهيكل الخارجي.. وعاتبها كيف تسلم ساعتها الثمينة لعامل ساعات عادي.. فقيمة الساعة بما تحتويه في الداخل.؟!
ولاشك أن هناك ورش تتمتع بسمعة طيبة لوجود مشرفين عليها وإدارتها متميزين يخافون الله ويتقونه.
لكن هناك الكثير من ورش الإصلاح بحاجة إلى مراقبة وإصلاح فالمواطن ومع ارتفاع أسعار السيارات وقطع غيارها كذلك الأجهزة والمعدات الأخرى بات ضحية جشع أصحاب ورش الإصلاح فهناك غش وتدليس وسرقة لقطع الغيار الأصلية واستبدالها بمستعملة او مقلده.
ونتصور لو وجد مراقبون ومتابعون وكاميرات مراقبة في الورش فسوف تختفي ظاهرة المعاناة والمتاعب التي تواجه المواطن الذي يحتاج للإصلاح سيارته أو جهازه أو حتى القيام بتنظيف أجهزتهم الحاسوبية من الفيروسات.؟!