الرياضة فن وإمتاع وإبداع، هي قدرات وإمكانيات وعقل وفكر، هي رسالة وهدف ومشروع إعلامي كبير تستطيع أن تضمنه محتوى هادفاً يؤثّر في وعي الجماهير المتلهفة العاشقة.. هي فرصة كبيرة لاحتواء وتفريغ طاقات وتطلعات وحماس واهتمامات الشباب وفيها معان وقيم إيجابية كبيرة لو استثمرناها لأثرت في نفوس شبابنا وفي حياتهم وسلوكياتهم، فمثلاً في كرة القدم الجماهير تتابع الكرة وهي تتدحرج بين أقدام اللاعبين وهم يتناقلونها وكل همها أن تركلها الأقدام تجاه مرمى الخصم كي تفرح وتنتشي وتصفق مع تسجيل هدف يرصد لصالحها.. لكن غاب عنها قيمة التعاون والحماس وروح الفريق الذي حقق من خلاله الفريق الهدف وأيضاً الهدف معنى كبير؛ فالمباراة من بدايتها إلى نهايتها تسعى لتسجيل أهداف ومن ثم تحقيق النتيجة.. وهكذا هي الحياة بذل جهد وكفاح لتحقيق الأهداف التي توصلني إلى تطلعاتي وطموحي ونجاحي، وهذه الأهداف لا تتحقق إلا بكفاح وعرق وتعب كما يجري على أرض الملعب.. فهناك قيمة الكفاح وبذل الجهد وأيضاً هناك قيمة الانتصار؛ فهو معنى كبير الانتصار على الظروف على العيوب على السلبيات على شهوات النفس كل هذه الأمور لا تتحقق إلا بكد وكفاح ورسم هدف والسعي لتحقيقه ومن ثم يحصل الانتصار كذلك القيمة الأخرى النظام والقواعد التي تتحرّك وتنطلق منها هذه اللعبة وهناك معان أخرى لا يسع المجال لذكرها لكن المقصد من ذلك أن الرياضة فرصة كبيرة لتربية شبابنا على القيم والمعاني الكبيرة التي هي في صميمها ومضمونها، وهناك قيمة كبيرة أخرى هي التي دفعتني لكتابة هذه المقالة لعلي أختم بها وهي قيمة التنافس فالتنافس معنى كبير وهو التسابق والتغالب وأصله من المنافسة وهي مجاهدة النفس للتشبه بالأفاضل واللحوق بهم كما قال الراغب. والتسابق والتغالب بين الأندية هما روح الرياضة وجمالها فبدونهما تفقد الرياضة طعمها ومذاقها حتى الفريق إذا ضعف خصمه وتراجع بردت فيه روح الإثارة والحماس والندية، وكما قال الشاعر العاشق:
ضدان لما استجمعا حسنا
والضد يظهر حسنه الضد
لكن الوسط الرياضي اكتفى من التنافس بالجانب السلبي مما أدى إلى التعصب والحنق والبغض والحقد وأدى إلى صراعات سلبية وتوترات في العلاقة بين المؤسسات والأفراد، ولو ركّزنا على الجانب المشرق والإيجابي في التنافس لشاهدنا نتائج مضيئة وتطورات ونجاحات كبيرة على مستوى الأفراد وعلى مستوى المؤسسات، فمثلاً عندما يتحسّن الفريق المنافس لي وينجح علي أن لا أسعى لإسقاطه بقدر ما أسعى إلى البحث عن جوانب تميزه وتجاربه وأساليب نجاحه لاستثمرها وأطبقها وأستفيد منها في مشواري الرياضي وميدان عملي وتطلعاتي.
إذاً لا بد أن نحيي روح التنافس الإيجابي الهادف في شبابنا ووسطنا الرياضي حتى نسهم في بناء مجتمع رياضي فاعل وناجح وهادف وأن نرقى برياضتنا ونحقق لها قفزات كبيرة هائلة تسجل لها في المنصات والاحتفالات الدولية.
- خالد عبدالعزيز الحمادا