في عام 1987 قرر نجم الكاميرون ألبرت روجيه ميلّا اعتزال اللعب دوليا بعد أن بلغ 35 عاما مخلّفاً مسيرة حافلة مع منتخب بلاده توّجها بأول هدف كاميروني في تاريخ مشاركاتهم في كأس العالم عندما أحرز هدفا في مرمى منتخب البيرو في مونديال اسبانيا 1982 لكن اعتزاله الدولي لم يدم طويلا فقد اتصل به رئيس جمهورية الكاميرون باول بيا لكي يلحق بالمنتخب الوطني المتأهل لمونديال إيطاليا 1990 ولبّى ميلا النداء وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، وأطلق أسود الكاميرون صافرة الإنذار مع بداية المشوار عندما كسبوا مباراتهم الأولى أمام منتخب الارجنتين حامل اللقب وجرعوا الأسطورة مارادونا ورفاقه مرارة الهزيمة بهدف دون مقابل، أما ميلا فقد سرت في جسده روح الشباب المتوقدة ونسي بأنه ابن الثامنة والثلاثين فسجل هدفين في مرمى رومانيا في الأدوار التمهيدية ومثلهما في مرمى كولومبيا في الدور ثمن النهائي قبل أن يخرج من البطولة مع منتخب بلاده بشرف أمام منتخب إنجلترا في الدور ربع النهائي، وعندما تأهلوا لمونديال أمريكا 1994 كان ميلا قد بلغ 42 عاما لكنه كان حاضرا في موعد مع التاريخ عندما هزّ شباك المنتخب الروسي بهدف لم يشفع لمنتخب بلاده النجاة من خسارة تاريخية بستة أهداف لكنه في الوقت نفسه دخل بهذا الهدف اليتيم التاريخ من أوسع أبوابه كأكبر لاعب يسجل هدفا في تاريخ مباريات كأس العالم وأظن بأن ميلا لم يكن ليحقق تلك الأهداف والأرقام لولا ثقته بنفسه ثم تكاتف الجميع معه حتى لو لزم الأمر تدخل أعلى سلطة في البلاد كما حدث له مع الرئيس الكاميروني قبيل مونديال 1990 لأن أي منجز يحققه لن يُسجل باسمه الشخصي فقط بل سيقال إنه اللاعب (الكاميروني) وبالتالي يُسجل أيضا باسم وطنه.
الساحر الويلزي ريان جوزيف جيجز النجم التاريخي لأحد أعرق أندية العالم مانشستر يونايتد رقم مهم في تاريخ كرة القدم ظلّ يشارك في المباريات بكل حيوية ونشاط رغم تخطيه العقد الرابع من عمره وبقي كذلك حتى أعلن اعتزاله في مايو 2014 وعمره 41 عاما بعد مشوار حافل ومرصّع بالألقاب والأرقام، حيث خاض جيجز مع مانشستر يونايتد منذ انضمامه للفريق الأول مطلع التسعينيات وحتى اعتزاله 963 مباراة وأحرز 168 هدفا في كافة البطولات وخاض مع منتخب ويلز 64 مباراة سجل خلالها 12 هدفا، ويعد اللاعب الوحيد الذي لعب 22 موسما متتاليا في إنجلترا والوحيد أيضا الذي أحرز هدفا على الأقل في 21 موسما متتاليا والوحيد كذلك الذي سجل هدفا على الأقل في 17 نسخة من دوري أبطال أوروبا، كما أن جيجز أكثر لاعب حقق لقب الدوري الإنجليزي بـ(13) لقبا وأكثر لاعب لعب في مباريات الدوري الإنجليزي بواقع 611 مباراة كما يعد أكبر لاعب يسجل هدفا في تاريخ دوري أبطال أوروبا وكان ذلك عام 2011 ضد بنفيكا البرتغالي وكان يبلغ من العمر آنذاك 37 عاما، كما أنه أكبر لاعب يسجل هدفا في تاريخ مسابقة كرة القدم الأولمبية وذلك في مونديال لندن 2012 ضد المنتخب الأولمبي لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. لاعب بهذه الأرقام بالتأكيد لم يكن ليحققها لولا اهتمامه بنفسه أولا والعناية بكل ما يساعده في الاستمرار بالتألق ثم الدعم المباشر من قبل الأجهزة الفنية والإدارية.
نجم ألمانيا وهدافها ميروسلاف كلوزه شارك في مونديال البرازيل 2014 وعمره 36 عاما لكي يسجل هدفا واحدا يرفع به رصيد أهدافه في تاريخ مشاركاته بكأس العالم إلى 16 هدفا لكي يصبح الهداف التاريخي لكأس العالم وكان له ما أراد عندما سجل أحد الأهداف السبعة التي أمطرها الألمان في شباك البرازيل في نصف نهائي تلكم البطولة والكل شاهد مدى التعاون والتكاتف من اللاعبين الألمان مع زميلهم كلوزه لكي يحقق مراده.
قائد فريق الهلال الحالي وقائد منتخبنا الوطني السابق النجم الخلوق الموهوب الكابتن محمد الشلهوب لا يقلّ أبدا عن الثلاثة المذكورين أعلاه ومن حق الشلهوب علينا كجمهور وعلى إدارة الهلال وأعضاء شرفه الوقوف معه و مساعدته للاستمرار في الملاعب لكي يحقق المزيد من الألقاب والأرقام وألا يقف عند حدود إنجازاته الشخصية الحالية التي يأتي في طليعتها لكونه أكثر لاعب سعودي يحقق البطولات مع ناديه بواقع 28 بطولة وتساويه بهذا الرقم مع الأسطورة بيليه، إن الكابتن محمد الشلهوب لاعب استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى استثنائي في منجزاته ومهاراته وأخلاقه وتعامله كما أنه من اللاعبين القلائل الذين يستحقون لقب قدوة ويملك شخصية آسرة يحبها الجميع ويحترمها ورغم أنه لا يمتلك أي حساب في وسائل التواصل الاجتماعي ولا يُكثر من الظهور في المناسبات غير الرياضية ولا نشاهد له موشحات الثناء ومقالات المديح من قبل بعض الإعلاميين وأيضا رغم تجاهله في أكثر من مباراة من دونيس إلا أنه ظلّ نجم الشباك بالنسبة للجماهير وهذا لا يحصل إلا مع النوادر النوابغ والشلهوب أحدهم دون أدنى شك، لذلك أرجو من إدارة الهلال إذا ما أرادت تجديد الفريق والاستغناء عن بعض اللاعبين أن تتعامل مع الشلهوب معاملة خاصة لأنه يستحق ذلك ولازلنا ننتظر منه الكثير كما أنني أتوجه لإدارة منتخبنا الوطني الأول أن يكرموا الشلهوب ويستدعوه في حال تأهلنا للمشاركة في مونديال 2018 في روسيا وكذلك في كأس أمم آسيا 2019 في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتكون مسك الختام في مشواره الرياضي تماما كما تم مع الكابتن ماجد عبدالله في مونديال أمريكا 1994 حيث تم تكريمه بالمشاركة في ذلك المونديال.
- محمد السالم