أنسج أحرفي هذه عبر صفحات محبوبتنا (الجزيرة) لأبدأها بشكر الله أولاً أن هيأ هذا الإياب بعد طول الغياب، ثم أثني بالشكر الجزيل لمولاي خادم الحرمين الشريفين، الذي أعاد قوس الجامعة إلى باريها، وألبس حلتها كفوها وكافيها، فجزى الله باهس الرجال عظيم الشرف والخصال، من منحه الله رأيًا وعزيمة وحزمًا يقوض الجبال، على أمره الكريم بعودة مدير جامعة الإمام صاحب المعالي الهمام الشيخ سليمان أبالخيل التي أسعدت عودته أهل الفضل من أبناء جامعتنا الماجدة، فغيبة المكارم مقرونة بغيبتكم، وأوبة الخير موصولة بأوبتكم وأدعو الله أن يصل عودتكم بالعزة لكم والكرامة، بأضعاف ما قرن به غيبتكم، فما زالت أيام غيبتكم عن بيتكم الأول- لا أوحش الله منك أهلك ومحبيك - تضرب أطناب الشوق إليكم، وتمني النفس بعودة باني نهضتها الحديثة، إلى أن يسر الله مجمع سرورها بأوبتكم، فسكن نافر قلبها بعودتكم؛ والتهنئة لعمري إنما تكون لأنفسنا بالحال التي جددها الله لنا؛ فالجامعة مهنئة بانحيازها إلى إدارتكم، والإدارات مغبوطة باتصالها فيكم، والمعاهد العلمية، التي كانت متلهفة إلى تلك اليد الحانية التي رعتها بكرمها وحضنتها برعايتها، - سعدت بهذا الخبر العظيم..
فالحمد الله على خلعة مليكنا الكريم التي سرت قلوب الغيورين، فتركتهم ينتشون فرحًا بأمر مولاي العظيم؛ عرفكم الله من خير ما باشرنا وباشركم تدبير الخير والخيرة وجعل المنائح إليكم إرسالاً، لا تمل تواليًا واتصالاً، وقرنكم بالعصمة وأيدكم، وكنفكم بالتوفيق فلا أفردكم..
ختامًا إن كان للتهاني رسم لا بد من إقامته، فإن هذه الأحرف لم تكن رسالة مضمنة للتهاني، ولا خطابًا مدبجًا بالتبريكات؛ فشيخنا يوفي على الرتب التي يهنأ ببلوغها، ويزيد على المنازل التي يدعى له بحلولها. وإن المناصب وإن عظمت قدرًا، وكبرت ذكرًا (كقدر هذه الجامعة العظيمة) إلا أن ماضي شيخنا فيها، يشهد بعظم التركة التي خلفها رحيله الماضي، ولم يسد ثلمه سوى مجيئه الحالي بأمر ملكنا الغالي..
حفظ الله مولاي خادم الحرمين وصرف عنه وجوه الرزايا وجزاه عن هذا البلد الكريم خير الجزايا، وأطال بقاءه مصافحًا للعز والتأييد ومكللا بالنصر والتسديد وأبقاه الكريم على رؤوسنا تاج عز وشرف، وللإسلام والمسلمين والإنسانية داعية سلم، وسلام.
- محافظة البدائع