جازان - نايف عريشي:
لشهر رمضان المبارك عادات اجتماعية ، اعتاد عليها الناس في كل عام اندثر منها الكثير وبقي القليل منها يصارع من أجل البقاء، فيما يحاول كبار السن إعادة البعض من تلك العادات القديمة والتي اندثرت مع التقنية والإنترنت.
وفي جازان هناك الكثير من العادات الاجتماعية والألعاب الشعبية التي طمس ملامحها التقدم، وأصبحت في سجل الذكريات. ومن تلك العادات والألعاب الشعبية القديمة التي اشتهرت في أيام الشهر الفضيل، وخاصةً في الليالي المقمرة ( لعبة الشباطية )، وتسمى الغزالية. وهي لعبة قديمة تتكون من: الصميل، وهي عصا قوية من الخشب السميك تستخدم كمضرب للكرة التي يتم صنعها من الحبال والإسفنج.
ويحاول العم خليل أبو حوزة - 60 عاماً - أن يعيد اللعبة إلى الواجهة بالتعاون مع أصدقائه كبار السن، بعد أن قام بدعوة الراغبين في إحياء هذه العادة بالتوجه لضفاف أحد الأودية الشهيرة بجازان بعد صلاة التراويح، والمشاركة بعيداً عن التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي.
يقول العم خليل لـ(الجزيرة) عن هذه اللعبة التي يعرفها كبار السن: إن لهذه اللعبة مميزات عدة لكونها تجمع بين القوة والمهارة والشجاعة والتسامح؛ وفي الحقيقة إنني أتمنى أن تعود هذه اللعبة بلا انقطاع ليعيش الشباب بجزء من حياتهم الاجتماعية في ممارسة مثل هذه الألعاب المفيدة، بعيداً عن صخب التقنية والتفحيط وغيرها من الممارسات غير السوية.
ويضيف أنهم سابقاً عندما كانوا صغاراً ينتظرون قدوم رمضان للاستمتاع في لياليه بالعادات والألعاب الشعبية التي تساعد على التآلف والترابط الاجتماعي في أوقات المساء، وتقوي من روابط الأهالي وتآلفهم؛ وأشار بأن اللعبة عبارة عن فريقين يتم توزيعهما على مسافة طويلة تصل لأكثر من 2 كيلومتر تبدأ بالضرب بالصميل، ويركض الفريقان إن كانا في ظلام فعلى صوت وقوعها وإن كانت في ليالي مقمرة فحسب رؤيتها وتدحرجها؛ ومن يجدها أولا يعلن للجميع أنه عثر عليها، وعندها يتحلقون حوله في مساحة نصف دائرة لالتقاط (الهافة) وإن التقطها الضارب فيضربها ثانيةً ، وهكذا تستمر اللعبة بضرب الكرة ويمنع حملها باليد بل تضرب بالصميل فقط، حتى تصل لأبعد مدى داخل حدود الخصم، ومن يصل لأبعد مدى يعد الفائز في الفريق.
وأضاف العم خليل بأن شهر رمضان تميز عن باقي الشهور بروحانيته، وهو فرصة لبناء العلاقات الاجتماعية بين الأصدقاء والأقارب. داعياً الشباب الى الاستفادة من أوقات فراغهم بالمشاركة في العادات الشعبية الجميلة، بعيداً عن الإنترنت الذي سرق منهم أوقاتهم.