النقد أداة تطوير المجتمعات، وهو ركن من أركان الحضارات.
إذا كان النقد داعمًا للأدب ودافعه للأمام فمن باب أولى أن يكون الداعم للحياة في الوطن بكل جوانبها وعماد التطوير والتنمية في أزقته ومؤسساته، فأي مجتمع هذا الذي تقوم له قائمة حضارية تقف في وجه الجهل والفساد وحتى العدو الخارجي والداخلي بدون الاهتمام بالنقد؟! الوعي بأهميّة النقد مسؤولية يجب أن يدركها المسؤول في أي موقع كان، فالنهوض بالمجتمع ليس مهنة المسؤول فحسب، بل هي مهمّة كل مواطنٍ غيورٍ، ثم إن المواطن هو من يتلقّى الخدمات ويتعايش معها، وإذا كان المواطن ذا علم ومعرفة، وملماً بالنقد وضوابطه ينبغي الاهتمام بنقده وأخذه على محمل الجد، بدلاً من الإهانة التي توجّه للوطن قبل المواطن بإغلاق صحيفة أو منع برنامج وإيقاف كاتب ففي هذا تجميد لكوادر وطنيّة كان من الممكن الاستفادة منها بدلاً من تجميدها حتى تفنى، بالإضافة إلى أن هذا السلوك يجعل العالم ينظر إلينا بنظرة محفوفة بالسخرية خصوصًا أن العالم المتطوّر فعّل النقد وعلى إثره تطوّر، وهذا التجنّي منّا على النقد بإهماله، خطوة تعود بنا للوراء عشرات السنين، ونحن حاجتنا للتقدم للأمام لا للخلف، وهذا ما تريده القيادة الحكيمة في هذا البلد من خلال فتح أبوابها ومجالسها. النقد ليس حربًا نخوضها في ساحة الإعلام إنما عملية إصلاح يتبنّاها الإعلام لتكون شاهدًا تاريخيًا وثقافيًّا على التنميّة وعلى أداء منسوبيها المنوطة بهم خدمة الوطن، والمواطن، والمُقيم لهذا ينبغي على المؤسسة أيّاً كانت تفهّم وتقبّل النقد، وبناء منهجيّة التغيّر عليه، دون أن تهابه وتزج بالمنتقد خارج دائرة الوطنية. حرص المسؤول وحبه لوطنه لا يكفي لبناء الوطن لأن الأوطان تنهض من خلال العمل الجماعي والمسؤول الذي يعتقد أن مكاسبه المعرفيّة كاملة ولا يحتاج إلى التقويم وتصحيح المسار يزجّنا في هاوية لا مستقر فيها نظل نهوي في لجّتها إلى أن يقيّض الله للمؤسسة التي يشرف عليها من هو خيرٌ منه.
إذا أردنا أن يكون النجاح حليف رؤية 2030 علينا الإلمام بأهمية النقد، لهذا التشمير عن السواعد وبدء العمل الدوؤب كل في مجاله وفنه واجب وطني، فالأوطان لا تُعمّر بالمدائح، والعالم لا يعترف بها كمقياس لتطور الأوطان إنما الحضارة والصناعة والفكر والقوة هي مقياس النجاح والتطور.
والحقيقة الجديرة بالعلم والمعرفة تفيد بأن تلميع الوطن بالكذب وذكر محاسن ليست فيه خيانة عظمى أرجو تجنّبها، كل ماعليك يا منتقد للوطن تجنّب الكذب ،وسوء الأدب، ومنابر العدو حتى يكون نقدك ذا قيمة لنجاح 2030 .
- نادية السالمي