د. عبدالرحمن الشلاش
لم تكن حلقة صعصعة في مسلسل سلفي الرمضاني للنجم الكوميدي السعودي الشهير ناصر القصبي مثيرة فقط في مضمونها الثري ولا في فكرتها الجميلة، ولا في أحداثها السريعة والمتلاحقة، ولا في مفاجأة الجمهور العريض بأن كاتب هذه الحلقة الراحل الدكتور عبدالرحمن الوابلي يرحمه الله، والذي انتقل إلى جوار ربه قبل أكثر من شهرين، ولم يكن أي من المشاهدين يتوقع أن تبث حلقات للراحل في مسلسل سلفي لهذا العام!
المثير في حلقة صعصعة السر الذي لا يعرفه كثيرون عن هذه الحلقة بالذات، فلم تكن مدرجة أساسا ضمن حلقات سلفي لهذا العام، ولم تسلم لفريق العمل من قبل الكاتب قبل وفاته. حسب ما روى لي شخصيا شقيق الراحل الأخ العزيز عبد الله بن محمد الوابلي أن شقيقة الدكتور عبدالرحمن الأستاذة الجوهرة بنت محمد الوابلي «أم الوليد» وهي بالمناسبة كانت رئيسة جمعية الملك عبد العزيز النسائية الخيرية بمدينة بريدة لمدة 12 سنة كانت تفتش في مكتبة أخيها الراحل وخاصة فيما ترك من أوراق ربما تحمل أشياء مهمة، فوجدت بين الأوراق حلقة صعصعة فسلمتها للقائمين على فريق سلفي فكان للممثل ناصر القصبي دور في إبراز الحلقة والوفاء للراحل في نهاية الحلقة عرفانا منه بدوره الكبير في كتابة عدد غير قليل من حلقات برنامج طاش ما طاش سابقاً ثم مسلسل سلفي حاليا، فكان الحل النهائي لحسم الجدل بتسمية الشارع باسم عبدالرحمن الوابلي وبنهاية مفاجئة وغير متوقعة لكنها رائعة وجميلة.
سيكون الشكر بالتأكيد للأستاذة الجوهرة صاحبة الفضل في العثور على النص ثم إرساله لأصحاب الشأن.
الواضح أن الوقت لم يسعف الكاتب الراحل كي يسلم هذا النص لكن الجدير بالذكر أن الحلقة قد لقيت قبولا كبيرا خاصة وأنها قد ركزت على معالجة أفكار اجتماعية عوجاء حيث لا تقدر فئات معينة موسومة بالتشدد أو من تلك الإمعات الأتباع علماء وأدباء ومثقفين وكتاباً وفنانين راحلين كانت لهم إسهامات وبصمات واضحة لمجرد الاختلاف معهم، بل وتعدى ذلك محاكمتهم رغم رحيلهم عن الحياة الفانية إلى دار القرار، وبرغم أن هذا شأن إلهي فأرواحهم لدى بارئها، وهو أرحم بهم من خلقه ولا شأن للبشر بمقاضاتهم ولا حتى الدخول في نواياهم أو اتهامهم بالتغريب والزندقة لمجرد هوى في نفوس مريضة.