الجزيرة - علي بلال:
الزائر لمجمعات الاتصالات في مختلف مناطق المملكة في الوقت الحالي يلاحظ عدداً من الشباب السعودي والذين لا تتجاوز أعمار البعض منهم العشرين عاماًّ يمارسون عملهم بمحلات بيع وصيانة الجوال بشموخٍ ومهارةٍ وثقةٍ وسط محلات مغلقة إثر قرار وزارة العمل بقصر العمل في تلك المحال على السعوديين بنسبة 50 % منذ مطلع رمضان الجاري، ومن يتحدث معهم يكشف إصرارهم على ممارسة العمل وتفاؤلهم بأن تعاود المحلات المغلقة افتتاحها بأيدي السعوديين يتصاعد كلما لمسوا استمرار الزيارات التفتيشية وجدية الجهات المعنية في تنفيذ قرار توطين الاتصالات.
ويؤكد الشباب في حديثهم المليئ بالحماس أن ما يتردد من أن قرار التوطين مجرد «زوبعة في فنجان وتنتهي» وعدم وجود سعوديين قادرين على العمل في مجال صيانة الجوالات وبيعها لم يعد له تأثير على عزيمتهم في العمل خاصةً بعد زيارة محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني الدكتور أحمد بن فهد الفهيد لمجمع اتصالات الروضة في حي الرياض، واطلاعهم على الدعم الذي يقدمه معهد ريادة الأعمال الوطني «ريادة» للراغبين بالاستثمار في قطاع الاتصالات وأيضاً إطلاعهم على البرامج التدريبية التي تقدمها الكليات والمعاهد التقنية في هذا المجال والتي ساهمت خلال الثلاثة أشهر الماضية في تدريب أكثر من (21) ألف سعودي وسعودية في مجال صيانة الجوالات وبيعها.
يروي عبد الله المطيري صاحب محل مختص بصيانة الجوال في مجمع اتصالات الروضة والذي يعمل في هذا المجال منذ (7) سنوات أن بقاء واستمرار المحلات التي يملكها سعوديين مفتوحة وسط عشرات المحلات المغلقة دليل أنه لا يصح إلا الصحيح، قائلاً إن الجميع سواءً من الوافدين العاملين في المجال أو ملاك المحلات السعوديين كان يراهن على عدم جدية الوزارات والجهات بتنفيذ القرار خاصةً مع عدم وجود سعوديين قادرين على ممارسة العمل بمهارة ولكن تجربته وزملائه أثبتت العكس للجميع.
وأكد أن المجمع يشهد إقبالاً ملحوظاً من الشباب على افتتاح محلات والاستفسار منهم عن مدى نجاح تجربتهم، لكن ارتفاع إيجارات المحلات في المجمع واستخراج رخص البلديات يقف عائقاً أمام الشباب ولكن حديث محافظ التدريب التقني عن الدعم الذي يقدمه معهد ريادة الأعمال الوطني «ريادة» للحاصلين على برامج تدريبية في صيانة الجوالات وبيعها كان محفزاً للكثير منهم، الذين بادروا بالتسجيل في المعهد بعد انتهاء الزيارة تمهيداً للحصول على تدريب ودعم لبدء مشاريعهم، مؤكداً نيته الالتحاق بالمرحلة الثانية من البرامج التدريبية للاستفادة منها في عمله مستقبلاً.
واعتبر المطيري أن الزيارات التفتيشية التي يقوم بها المسؤولون تعتبر محفزا وداعما لهم كملاك محلات للاستمرار بالعمل في محلاتهم وسط عشرات المحلات المغلقة، ووسط ما يواجهونه من تحديات وما يسمعونه من محبطات مثل عدم كفاءة السعوديين للعمل في هذا المجال التقني منوهاً بأن ثقتهم بافتتاح المحلات المغلقة بأيدي الكوادر الوطنية ترتبط باستمرار تلك الزيارات ووجود التدريب والدعم اللازم لهم.
من جهته يقول عادل اليحيى أحد بائعي الجوالات في المجمع والذي يعمل في المجال منذ (4) أعوام إنه لم يكن يتوقع إصرار الوزارات والمسؤولين على تنفيذ قرار توطين الاتصالات فما كان يتردد من العاملين في السوق أن شهر رمضان هذا كبقية السنوات ولن يتغير شيئاً، ولكن ما حصل من زيارات تفتيشية يرافقها مسؤولين أثبت العكس، فالكل يشاهد الآن الكثير من المحلات مغلقة بالرغم من أن موسم رمضان والعيد يعتبر من أكثر المواسم ربحاً لملاك محلات الجوال.
وينوه بأن عمله كبائع في السابق كان يعتبر نادراً وغير مألوف ولكنه الآن على ثقة بأنه خلال الأشهر القادمة سينضم الكثير من الشباب السعودي للعمل في محلات الجوالات وافتتاح مشاريعهم خاصة بعد معرفته بالبرامج التدريبية المجانية التي تقدمها المؤسسة والدعم المادي الذي يستطيعون الحصول عليه من بنك التسليف، فأبناء الوطن الأحق بافتتاح تلك المحلات المغلقة والعمل فيها وجني أرباحها التي تعتبر من أكثر القطاعات ربحاً.