نيوكاسل - عبدالهادي القحطاني:
سرد الدكتور حمود القشعان عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت في محاضرة له عن رمضان تحت عنوان «قصة الشيخ السعودي الضرير والبريطانية من أعجب ماسمعت» والتي حدثت في مدينة نيوكاسل شمال شرق بريطانيا. وقال القشعان كنت في مدينة في نيوكاسل وأسمع كثيراً عن تواجد شيخ فاضل رغم أنه ضرير فهو يحرص على إمامة المصلين في كافة الفروض ويومياً يذهب للصلاة في جامع التوحيد في حي فنم ويتولى أمور الذهاب به للمسجد أحد السائقين لأحد التجار في نيوكاسل يسمى الحاج مصطفى.. وفي ذات يوم وهو ذاهب لصلاة الفجر مبكراً في يوم جمعة بمدينة أدنبره، وعندما هم الشيخ بدخول مسجد الملك فهد بأدنبره سمع صوت صراخ فتاة بريطانية فسأل الشيخ السائق ماذا يحدث فقال إنها سكرانه وترتجف من البرد وتستفرغ ودعا عليها السائق قائلاً لعل الله يقضي عليها الليلة فرد عليه الشيخ محمد الصالح قائلاً: لا يا ابني ليس هذا الإسلام وإنما الإسلام أن تمد إيدك لها هي تشتكي من البرد ويجب عليك أن تعطيها معطفاً لتشعر بالدفء فرفض السائق فقال الشيخ الصالح وهو ضرير قربني منها وأنا أغطيها فلما اقترب منها الشيخ ناولها غترته البيضاء لتشعر بالدفء فقال له السائق يا شيخ لقد نجست غترتك فرد عليه الشيخ قائلاً هذا لله ودخل المسجد لصلاة الفجر وبعد أسبوعين وفي نفس التوقيت لصلاة الفجر دخلت نفس الفتاة للمسجد وتسأل عن الشيخ فأعلنت إسلامها بسبب نيته الصافية.
الجزيرة تواصلت مع صاحب القصة فضيلة أ. د. محمد أحمد صالح الصالح أستاذ الدراسات العليا في جامعات المملكة ومعاهدها العليا وعضو المجلس العلمي بجامعة الإمام والخبير بالمجامع الفقهية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر والذي أخبرنا بقوله إنه يقوم سنوياً بزيارة المملكة المتحدة على مدى شهور ثلاثة سنوياً بتكليف من وزير التعليم العالي فيلتقي بالكثير في المدن البريطانية بالطلاب في أنديتهم بإلقاء المحاضرات وعقد الندوات والتعرف على قضايا الطلاب ومشكلاتهم.
وعن هذه القصة قال فضيلة الشيخ أ. د. محمد أحمد صالح الصالح عندما قمت بزيارة مسجد الملك فهد بأدنبره وأثناء ذهابي لأداء صلاة الفجر ومع ابني عبدالله كانت هناك امرأة تنام على الرصيف وتستقبل رذاذ المطر فأخذت جلبابي وسترتها وذهبت إلى الصلاة غير أن الفتاة تنبهت وسألت عن من مر من حولها وسألت لماذا أحسنت إليّ فأجبتها أن ديننا يأمرنا بالإحسان إلى الناس كل الناس والله جل وعلا قال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.. والبر أرقى أنواع الاحترام والإكرام والقسط أرقى أنواع العدل والإنصاف، ولأن قومها يمتازون بصفات أحلم الناس عند فتنة أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة أسرع كرة بعد فرة ارحم بمسكين وفقير ويتيم.. وهكذا تتجلى أخلاق المسلمين في ثقافة الحوار في الفكر الإسلامي. وبهذه الكلمات استقر الإيمان في قلب الفتاة وطلبت معلومات أكثر عن الإسلام.
من جانبه تحدث الدكتور تميم العنقري المشرف العام على المركز الإسلامي بنيوكاسل فقال فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الصالح الكل ينتظر حضوره وزيارته لمدينة نيوكاسل.. شيخنا الشيخ محمد له جهود لا يمكن أن تسطر في كلمات أو توصف في عبارات.. هو كالنور وسحابة الخير متى ما حضر لنيوكاسل رأيت منه نشاطاً لا يوصف في التعليم والدعوة والتوجيه إماماً وخطيباً ومحاضراً ومربياً في مركز نيوكاسل الإسلامي أو ما يعرف بمسجد التوحيد.
عرف عن فضيلته قربه من الطلبة السعوديين أباً ومربياً ومداعباً لهم بل وتجده حفظه الله حريصاً كل الحرص على مشاركة الطلبة السعوديين مناشطهم الثقافية والاجتماعية. كان حفظه الله يتنقل بين المدن البريطانية متفقداً أبناءه الطلبة السعوديين مشاركاً في المناشط التي تقيمها الأندية السعودية. كلمة حق يشهد بها جميع المسلمين في نيوكسل خاصة أن الشيخ محمد كان له أثر كبير سواء على الجاليات المسلمة أو على الطلبة السعوديين فلا حرمه الله الأجر على ما قدم وما بذل وما علم، والله نسأل أن يمتعه بالصحة والعافية.