«الجزيرة» - محمد المنيف:
قبل أيام أعلن معالي وزير الثقافة والإعلام د. عادل بن زيد الطريفي في مؤتمر صحفي عن مشروع حمل عنوان (المجمع الملكي للفنون) الذي يعد أحد بوادر ما يخطط له «برنامج التحول الوطني 2020» الذي أقره مجلس الوزراء. وأشار معاليه خلال المؤتمر أن البرنامج يعد جزء من «رؤية السعودية 2030» التي أعلنت في أبريل، وتهدف لتنويع مصادر الدخل، والبرنامج، كما الرؤية، أعدهما مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يقود عملية تحول جذرية في المملكة، موضحاً معاليه أن إنشاء المجمع الملكي للفنون يهدف إلى «تعزيز الثقافة والفن، والاهتمام بمتطلبات الأجيال من المثقفين والفنانين السعوديين وإيجاد مؤسسات قادرة على رعايتهم ويستطيعون من خلالها عرض فنونهم وتوثيقها والمحافظة على الثقافة الوطنية، وتعزيزها وأيضاً سيكون مجالاً لإعطاء الأجيال الشابة صورة عن المملكة العربية السعودية وتاريخها، وجاء في سياق حديث معاليه إشارة إلى الفنون التشكيلية مستشهداً بما حققه بعض الفنانين السعوديين من عرض أعمالهم الفنية في متاحف ومعارض دولية، بينما لا يتوفر لدينا حتى الآن مجمع فني داخل المملكة لعرض هذه الفنون.
استبشار التشكيليين بالمجمع الملكي
يقال (أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي).. مقولة تستحضر مع كل مشروع يتم تنفيذه محققا لرغبات طال انتظارها.. ولهذا فإن ما استقبله المبدعون من الفنانين على اختلاف فنونهم في الخبر الذي زفه معالي وزير الثقافة والإعلام للوطن كافة وليس لأصحاب الشأن والمتمثل في المشروع الوطني الذي حمل اسم (المجمع الملكي للفنون).. يمكن أن يوصف بالقلب الذي سيضم بين جوانحه الأمل الكبير والحلم الأزلي الذي كان يتردد في عقولهم قبل قلوبهم.. حلم لم يكن لدى الفنانين عامة والتشكيليين على وجه الخصوص أدنى شك بمدى اهتمام حكومتنا الرشيدة بإبداعهم الذي يعد رافداً من روافد الثقافة السعودية التي تحظى بعمومها بحضور محلي ودولي فكان لها النصيب في ما يتم من التحول الحضاري الجديد في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تضمنته رؤية 2030 بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لنقل الوطن أرضاً ومجتمعاً إلى الواقع الحديث نحو آفاق عصرية تواكب التطور المتسارع على مستوى العالم مع الاحتفاظ بخصوصيتنا الإسلامية والتقاليد والعادات الاجتماعية، ليأتي هذا المشروع وما سيخصص للفنون التشكيلية تتويج لمسيرة الفن التشكيلي التي دامت أكثر من خمسين عاما انطلقت أولى خطواته عام 96هـ/ 76 م بمعرض جمع أطياف وأطراف الفن التشكيلي على مستوى المملكة.
تفاعل منسوبي جمعية التشكيليين
وقد تفاعل نخبة من منسوبي الجمعية السعودية للفنون التشكيلية مع هذا الحدث نيابة عن التشكيليين على مستوى المملكة من منسوبي الجمعية يتقدمهم الرئيس الفخري للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيزبالقول:
في البدء أرفع لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وإلى ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وإلى ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- أسمى آيات الشكر والإجلال نيابة عن مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية وعن منسوبيها في مختلف مناطق المملكة بمناسبة ما استبشر به جميع المثقفين والمبدعين من أبناء الوطن من خطط وبرامج تضمنتها رؤية المملكة 2030.. التي قادها ولي ولي العهد بمباركة من خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وحكومته الرشيدة والتي بدأت تقدم ثمارها في كل شأن من شئون الدولة وما يهم حياة المواطنين عامة ومنها ما حظي به المبدعون من نصيب وافر.. تمثلت أولى قطرات غيثه في إنشاء المجمع الملكي للفنون الدال على بعد نظر وتقدير الدولة للجهود وتوثيق للإبداعات الإنسانية التي يعبر بها الموهوبون من أبناء الوطن مستلهمين فيها تراثهم وببيئتهم، موثقين قيمهم وتقاليدهم مهما تنوعت وتعددت مصادرها، ليأتي هذا المشروع الحضاري محققاً الكثير من الأهداف وفي مقدمتها لم شمل الفنون المرئية والمسموعة، الأدائية كالفنون الشعبية أو فنون الرسم والنحت والخط العربي والصورة الفوتوغرافية.
وإذا كان التشكيليون الذين يشكلون بإبداعهم رافداً هاماً في نهر الثقافة السعودية فإن مشاعرهم قد فاضت بالسعاد بهذا المجمع الذي يحمل اسم يعزز ويرفع من شأن الثقافة والفنون السعودية وبنقلها إلى أعين العالم بالمستوى الفني والإداري والإعلامي داعيا الله للجميع التوفيق وأن يعم أمنه ويتم نعمته، ويحفظ لنا الدين والمليك والوطن.
كما تحدث الفنان الدكتور محمد الرصيص قائلا:
سعدت جداً بقراءة تصريح معالي الوزير لإنشاء المجمع ضمن مبادرات التحول الوطني القادمة هذا الخبر من احلام الفنانين على اختلاف سبل تعبيرهم وكل من هو مهتم بالثقافة والفنون منذ سنوات طويلة وقد قامت الوزارة مشكورة في وقت سابق بتكليف هيئة استشارية كنت عضواً فيها بدراسة وإعداد استراتيجية للتمنية الثقافية وقدمت هذه الاستراتيجية للوزارة ولذلك أتمنى من معالي الوزير والمسؤلين الآخرين أن لا يبدؤا هذا المشروع من الصفر فهناك أرضيات سبقت للإعداد لهذا المشروع بعنوان استراتيجية التنمية الثقافية وجاء ضمن هذه الاستراتيجية انشاء اكاديمية للفنون ومتحف للفنون ومعهد للنقد الفني ومعهد للفنون المسرحية وصالات العرض للفنون متعددة وكل هذه المؤسسات المطروحة ضمن استراتيجية هي تمثل النواة التي ننظر إليها في مشروع المجمع الملكي للفنون ما أقصده هو: ما الاستفادة مما تمت دراسته وتحديثة لاختصار الوقت وما يمكن القيام به، كما جاء في الخبر أن هناك ورش عمل لإنشاء هيئة الثقافة الجديدة، علما أن هذه الورش قد تمت من قبل منها تنفيذ للمثقفين في الرياض في المؤتمر الأول للمثقفين والثاني، وخرجت بخلاصة استراتيجية الثقافة.نتمنى أن يرى هذا المشروع النور راجيا من الله التوفيق للجميع.
الفنانة والأديبة اعتدال عطيوي قالت:
مشروع رائد مميز انتظرناه طويلا ومشروع حضاري بامتياز كان حلما للرواد والأجيال القادمة دام طويلا، وها هو يتحقق في الرؤية الجديدة لبلادنا مما سوف ينعكس علي الثقافة والفنون بكافة أطيافها وسيكون رافداً قوياً ودفعة حضارية كبري لإنعاش الفنون وتفاصيلها والارتقاء بها إلى فضاءات الإبداع العالمي بروافد قوية وهو دفعة حضارية لمستقبل ثقافة الوطن.
أما الفنان عبد الله شاهر، عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، فقال في كلمته:
كل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وحكومتنا الواعية بأهمية الفنون والثقافة في جميع مجالاتها والإعلان عن إنشاء المجمع الملكي للفنون هو تعزيز لدور الثقافة والفن في شتى مجالاتها وحفاظ على كل أنواع الفنون والتراث وواجهة حضارية نقدم من خلاله ثقافتنا التي نعتز بها وإنشاء هذا المجمع هو أمنية تحققت لكل مبدعي هذا الوطن.
منذ زمن كنا نحلم بتحقيق هذا المكان لإيماننا بأن وطننا يضم كثيرا من الإبداعات في شتى المجالات المتنوعة وكان يجب أن نعمل على حفظها وتقديمها للآخر إيماناً منا بقيمة مكنوناتنا النابعة من بلاد الحرمين الشريفين
شكراً لخادم الحرمين وولي عهده وولي ولي العهد على هذه الهدية القيّمة لأبناء الوطن
وشكراً لوزير الثقافة لمتابعته لهذا المنجز القادم. ولنا أن نفخر بوطن يهدي أبناءه أمنياتهم.
أما الدكتورة منال الرويشد، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، فتقول في كلمتها:
إن مبادرة وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء المجمع الملكي للفنون تعد نقلة نوعية في تاريخ وثقافة وفكر المملكة العربية السعودية وبداية قوية لتعزيز الثقافة والفن السعودي، وتعني لكل مثقف سعودي الشيء الكثير. منتظرة للكيفية التي سينشأ بها المجمع. وعن المتاحف وتنوعها وعن توثيق الفنون في المملكة بما يساهم في تصديرها للثقافة العالمية. وعن نصيب الفن التشكيلي من معارض فردية وجماعية ومسابقات ومتاحف وعن إيجاد مؤسسات قادرة على رعاية الأجيال من المثقفين والفنانين السعوديين، ليتمكنوا من عرض فنونهم وتوثيقها من مختلف مناطق المملكة، كما أشار معالي الوزير عدم وجود مجمع فني لعرض الفنون داخل المملكة هذا بدوره يطمن التشكييلين والتشكيليات في المملكة بأن وزارة الثقافة والاعلام خطت بخطوات ثابتة لتحقيق طموحات وأحلام وأمنيات الكثير من خلال الرؤية للتحول الوطني بعمل مؤسسي يعنى برعاية الفنون السبعة في مجمع ملكي في المملكة.
كما تحدث الفنان صالح النقيدان عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية قائلا:
لا شك أن فكرة المجمع الملكي ستضيف للفن التشكيلي والفنانين الشيء الكثير فهو يعتبر نقلة توسعية في هذا وأتمنى أن يشارك الفنانيو بوضع خطة شاملة لكونهم أقرب الناس في هذا المجال ولهم طموحات لا يمكن تحقيقها إلا بالرجوع إلى ما يتطلع إليه وزيرنا الغالي بوضع مساحة للفنانين لكي يساهموا في المشاركة في إبداعاتهم ومن خلالها يستطيع الفنان تجسيد كل ما يجول بخاطرة في لوحات فنية أو منحوتات، وأنا متأكد أن معالي الوزير لديه الثقة العالية بفناني المملكة العربية السعودية وكونهم لديهم القدرة العالية للمساهمة في إبراز النواحي الثقافية والتشكيلية وحبهم وتفانيهم لرفع اسم وطنهم الغالي ومليكهم المحبوب.