جواندونج - «الجزيرة»:
في الوقت الذي تتصاعد فيه الصيحات المغرضة المعادية للإسلام في عدد من بقاع العالم تزداد أهمية الأصوات المنصفة التي تواجه حملات التشهير المسيئة وتتصدى لمروجي العداء والكراهية. ويكتسب الأمر أهمية خاصة حين يكون ذلك الصوت لشخصيات رفيعة لها أثرها في الساحة الفكرية والأدبية وسبق أن شغلت مناصب حكومية مهمة ورفيعة.
وزير الثقافة الصيني الأسبق وانج مينج والذي يعد أيضا أحد أهم الأدباء الصينيين من بين تلك الشخصيات المنصفة. وقد رأى أن من واجبه الدفاع عن قومية الويغور المسلمة التي تعيش في مقاطعة شينجيانج الواقعة أقصى شمال غرب الصين في مواجهة ما يعتبره حملات تشهير غير مبررة.
يفيض حديث وانج بكلمات المديح لمواطني المقاطعة المسلمين. فهم يتصفون في رأيه بالود والتسامح ويتسمون بالاعتدال والتوسط، ويرى أنهم تعرضوا للتشوية جراء أفعال أقلية صغيرة متطرفة ممن شاركوا في أعمال إرهابية في سوريا والشيشان.
وجاءت كلمات الوزير الصيني الأسبق البالغ من العمر81 عاما في حوار أدلى به إلى صحيفة ساوز تشاينا مورننج بوست، حيث ذكر أنه قرر الانتقال مع أسرته إلى المقاطعة ذات الأغلبية المسلمة في أوائل الستينيات, وهو الوقت الذي بدأت به إرهاصات ما يعرف بالثورة الثقافية في الصين وما صاحبها من اضطرابات اجتماعية وتقلبات سياسية. بعد 15 عاما عاد إلى بكين أواخر السبعينيات ثم تقلد منصب وزير الثقافة عام 1986.
يقول وانج إنه يرتبط بعلاقات ود قوية مع العديد من مواطني شينجيانج ويحمل مشاعر خاصة للمقاطعة التي تحوي قرابة10 ملايين مسلم، وهو يتابع أخبارها عن كثب ويحرص على زيارتها مرة على الأقل كل عام. كما يمتدح وانج ما يتمتع به مسلمو المقاطعة الصينية من موهبة فذة في شئون التجارة, معتبرا إياهم تجارا بالفطرة. في إطار تفسيره لبعض التوترات والأحداث التي شهدتها تلك المنطقة مؤخرا يرى أن هناك عدة أسباب، منها التطورات التي تشهدها الصين بصفة عامة والمقاطعة بصفة خاصة، مشيرا إلى أن معدلات التنمية الاقتصادية السريعة والتوزيع غير المتوازن لعوائد تلك التنمية، بالإضافة إلى موجات التحديث المتلاحقة كان لها الأثر الأكبر في حدوث حالة من الارتباك في أنماط حياة المواطنين، خاصة وأن مسلمي مقاطعة شينجيانج معروف عنهم تمسكهم بتقاليدهم المحلية وحرصهم على الحفاظ على تراثهم الخاص.