إبراهيم الطاسان
رؤية سعودية طموحة، تستشرف أفق ريادة الدول المتقدِّمة ثقافياً، وصناعياً، واقتصادياً، واجتماعياً، ولما تستدعيه الرؤية من تهيئة لانطلاقتها نحو تحقيق أهدافها، من إجراءات بإعادة هيكلة إدارية، وتشريعية تنظيمية، وطاقات بشرية داعمة لبلوغ الغاية المنشودة من رؤية (2030) جاءت الأوامر الملكية الصادرة يوم 30-07-1437هـ لتهيئ لرؤية بيئتها القادرة على وضع خطواتها الأولى على أولى درجات سلم الوصول للغاية، بتوظيف ظروف الماضي والحاضر، واحتمالات المستقبل في خدمة تحقيق غايات الرؤية السعودية (2030) فتجلّت الإرادة الملكية بشفافية استشرفت متطلبات تحقيق الرؤية، بما تضمنته الأوامر الملكية الكريمة من تدوير واختيار للطاقات البشرية الشابة الفاعلة، ذات الأثر المشهود لها في مواقعها المختلفة. وقد استمعنا لكلمة خادم الحرمين الملك سلمان الحزم والعزم. لجموع من أبناء المملكة الذين تشرّفوا بالسلام عليه من الجنسين في مجلسه العام المتلفزة حينما قال: فيما معناه «كان المواطن يبحث عن مطوع ليقرأ له ما قد وصله من رسالة» وما كان ذلك إلا حقيقة مقطوع فيها باليقين. فقد قال لي والدي - رحمه الله- لم يكن في أسرتي من يقرأ برقية تهنئة بحلول العيد. إلا قراءتي التي تعثر لساني فقرأت «عيد» وتعثر «بمبارك» حينما حاولت قراءة «عيد مبارك «برقية تهنئة بحلول عيد الفطر وصلت لأبي « هكذا قال - رحمة الله-. ولم يكن يقرأ المكتوب من أسرتي وعددهم إذاك يتجاوزن (200) من الذكور والإناث في بلدتي سوى اثنين فقط. ولآن، وقد توفي الأمي الوحيد بينهم - رحمه الله- قبل عدة سنوات، منهم الدكاترة المهندسون ولأطباء وأساتذة الجامعات، والباحثون، والمعلمون والخطباء، والكتّاب وطالبو العلم. لا يوجد بينهم أمي واحد من ذكور وإناث. تحقق هذا خلال خمسين سنة. القضاء على الجهل ببناء أجيال من المتعلمين، أصعب بكثير من تحقيق رؤية تطويرية، وقد حققت المملكة غايتها بتعليم أبنائها وما زالت تبذل كل ممكن في هذا السبيل. وما دامت بنيتها البشرية متوفرة والحمد لله. وقد أحسن الاختيار لما عرف عن من عهدت إليهم الإرادة الملكية تولي ما أنيط بهم من مسؤوليات، من كفاءة وعلم وخبرة. لا شك أن الرؤية طموحة بقدر ما أذهلت العالم أجمع. ولكن ذهول العالم سيهدأ حينما يرى هذه اللفتة الملكية نحو إعادة التنظيم والهيكلة لما يخدم رؤية مملكة الإنسانية. التي أذهلنا نحن المواطنين عرض واستعراض إنسانية مملكالإنسانية الذي سبق إذاعة الأوامر الملكية، وتمنينا لو أن ما علمناه من العرض وكنا نجهله. أن يتوجه بالصوت والصورة واللغة الآخرون في أوروبا وكندا وأمريكا الشمالية. لأن وصوله بما يتضح منه، من أن مملكة الإنسانية شملت بسخاء الكرة الأرضية بإنسانيتها، قادرة على وصول رؤيتها لغايتها المستهدفة منها لرخاء مواطنيها واستمرار إنسانيها بعطائها الإنساني اللا محدود.