بارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- إنشاء مؤسسة تحمل اسم الملك سعود عرفاناً لما قدمه -يرحمه الله- من خدمات وأعمال جليلة لبلاده وأمته. جاء ذلك خلال استقباله -حفظه الله- لأبناء المرحوم الملك سعود وهم مشعل وسطام وحسام جزاهم الله خيراً وعم بهذا الخير جميع أبنائه وأحفاده على هذه المبادرة الحسنة والتي وإن جاءت متأخرة إلا أنها تظل شكلاً مشرفاً من أشكال الوفاء لوالدهم الوفي -يرحمه الله- لعامة الناس وخاصتهم وكان له في قلوب معاصريه على وجه الخصوص محبة خاصة ظلت عالقة على مر السنين في ذاكرة الجميع وأنا منهم بجانب محبتنا العامة لسائر الملوك الكرام من أفراد الأسرة الكريمة الذين ما عرفنا في عهودهم إلا كل الخير والإحسان لمواطنيهم كبيرهم وصغيرهم ولا غرابة أن تنشأ مثل هذه المحبة لهم في قلوب الناس وقديما قالوا:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان
ومن جملة ما هو عالق في ذاكرتي منذ الصغر وفي زمن الحاجة والفقر حرصه -يرحمه الله- على إدخال الفرحة على قلوب الصغار ومن ذلك تكرمه أثناء زيارته للرس بتوزيع خمسة ريالات على طلاب المدرسة السعودية وأنا منهم وكان هذا المبلغ سبباً بعد توفيق الله في إنقاذ أسرتي من حالة الفقر المدقع فقد استعان به والدي -يرحمه الله- على شراء بعير بعشرة ريالات وصار يجلب على هذا البعير الحطب من منابته على بعد حوالي 40كم ويبيعه في كل مرة بنصف ريال وأحياناً بريال إلا ثلث في أحسن الأحوال مع أنه مجهود يومين كاملين لكن هذا الدخل اليسير كان كافياً لتحسين وضع الأسرة الذين كانوا يدعون للملك في حياته ويترحمون عليه بعد مماته.
ومن مكرمات الملك سعود -يرحمه الله- على الرس وأهلها قيامه قبل عشرات السنين بشراء الروضة المعروفة في منطقة القصيم المسماة روضة مساعد لتكون مصدراً لمياه الرس عند الحاجة وقد حان وقت الحاجة للاستفادة من هذه المكرمة الملكية الكريمة وذلك بحفر آبار إضافية في هذه الروضة لزيادة الطاقة الإنتاجية لمحطة المياه المشتركة بين الرس والبدائع. رحم الله الملك سعود رحمة واسعة وجزاه خير ما يجزى راعٍ عن رعيته وكتب النجاح والازدهار للمؤسسة الكريمة التي تحمل اسمه لتحقيق الأهداف المنشودة منها ولكي تتبوأ مكانتها في منظومة المؤسسات المماثلة التي تحمل أسماء ملوكنا وأمرائنا الكرام.
وحفظ لنا في منطقة القصيم حفيده المحبوب الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم والمحظوظون بوجوده والذي يواصل جهوده لتحقيق مطالب المواطنين والارتقاء بمكانة القصيم إلى المستوى المشرف بين المناطق الإدارية الأخرى والذي لا يخفي -حفظه الله- محبته للرس وأهله جزاه الله خيراً وأدام علينا ما ننعم به من أمن ورخاء تحت مظلة دولتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ملك الحزم والعزم رعاه الله.