لا شك هذا المثل العربي المشهور مرَّ على مسامع كثير منا، بل أصبح شعاراً لكل من ينوي الانتقال من منزل إلى منزل أو يتملّك منزلاً. وقد أوصى رسول الهدى محمد بن عبد الله بالجار حتى ظن جبريل عليه السلام أنه سيورّثه. أي يجعل له نصيباً من إرث الجار كما جاء في الحديث الذي روته أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَرِّثُهُ). حادثة المواطن السعودي المرحوم بإذن الله تعالى إبراهيم محمد الضفيان ولا شك جديرة بالنشر على أوسع نطاق. ذلك الرجل الذي نعاه المجتمع السعودي بجميع شرائحه. عندما انتقل إلى رحمة الله متأثراً بألسنة النار والأدخنة في منزل جاره.
كل ذلك حدث عندما ترجَّل من مكانه وتوجه لمنزل جاره لإنقاذ أسرة جاره من حريق بدأ في مطبخ منزل جاره. فقد افتدى بنفسه وهو صائم كما ذكرت لإنقاذ أرواح مسلمة. ذلك الرجل أنقذ نساء وأطفالاً من حريق ولكن الله كتب له أن ينتقل إلى رحمة الله. غادر الحياة الدنيا في رمضان أفضل الشهور. رجل غامر وخاطر بحياته وفقدها من أجل إنقاذ أرواح نساء وأطفال.
قال تعالى وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ، فكيف بإنسان أنقذ أرواحاً مقابل فقدان حياته. أتساءل بيني وبين نفسي: يا سبحان الله رجل غير معروف لا من قريب ولا بعيد. كتب الله له هذا الكم الهائل من الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً (تويتر). وثناء ومحبة ناس لم يعرفوا عنه شيئاً سوى هذا الموقف الشجاع الذي ختم به حياته، ويا لها من خاتمة جميلة لا شك الكل يتمناها. لا أعتقد أن أحداً منا سيغبط هذا الرجل على شجاعته وإقدامه على العمل البطولي الذي قام به أكثر غبطة من حسن الخاتمة التي ختم الله له بها حياته.