الإنسانية والخيرية.. كلمة لا تسيجّها الحدود الجغرافية التي تعيش فيها.. بل هو الشعور الحقيقي للمبدأ الذي يمنحك هواءه، وماءه، وثماره، والانتماء المطلق لكل ما يقوم به الإنسان على هذه الأرض بمعطياتها كافة.
وبصورة أخرى هي الكيان الذي يجعلك تقدم نفسك بكل فخر واعتزاز وإكبار بين الخاص والعام بأنك أحد المتأثرين به الذي يحمل سماته وخصائصه، ومبادئه، وتطلعاته.
وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - رئيس مجلس أمناء مؤسسة الوليد للإنسانية هو أحد المنتسبين لكيان الإنسانية والخيرية، الجميل جداً، العبق جداً، النقي جداً، الذي طالما غرس لحظات جميلة في رحم ذلك الكيان فولَّد لحظات أكثر سعادة تكاثرت في جميع بقاع العالم فأشبعت قلبها وروحها وظلّت الابتسامة تشع في شفاه بني الإنسان ويستوطن الربيع فصولهم بالتفاهم والسلام من خلال التوعية والتعليم، وتحسين الحياة ومساعدة المحتاجين والمنكوبين والفقراء، بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو العقيدة.
وجاء الوقت الذي أوقظت عقاربه العالم، منح المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية لأول مرة وبالإجماع صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - رئيس مجلس أمناء مؤسسة الوليد للإنسانية، جائزة الإنجازات الخيرية العالمية والإنسانية على مستوى العالم التي تم تقديمها له في فندق البلازا في نيويورك يوم الأحد 1 شعبان 1437هـ الموافق 8 مايو 2016م من قبل مؤسس ورئيس المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية الدكتور جون ديوك آنثوني، عضو مجلس الإدارة السيدة بيج بيترسون ونائب رئيس المجلس التنفيذي السيد باتريك مانسينو.
ويعتبر الأمير الوليد أحد أهم الشخصيات الاقتصادية وواحداً من أكثر المستثمرين ذكاءً وإبداعاً في العالم، فالأمير الوليد بن طلال هو من صنع لشركته « شركة المملكة القابضة في العالم» وضع جدول أعمالها بنفسه، ويقدم لها الرؤية التوجيهية التي حققت سجلاً ناصعاً وشهدت نجاحاً ملحوظاً واعترافاً عالمياً.
وكان له القدر الكبير والوافر من الاحترام والتقدير لدى رؤساء الدول والمنظمات الإنسانية والمواطنين، فقد حصل سمو الأمير الوليد بن طلال على أكثر من 100 وسام تقديري من بينها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى لرجال الأعمال المتميزين، كما قلده سلطان بروناي وسام الطبقة الأولى المميز الرفيع للعائلة المالكة. ومنحته الدولة اللبنانية وسام الأرْز برتبة ضابط أكبر، كما منحته تونس وسام الجمهورية، وتقلّد وسام النجم الأكبر من جيبوتي، والوسام الوطني من درجة الاستحقاق من النيجر. وحصل سمو الأمير الوليد بن طلال على 21 شهادة دكتوراه فخرية من جامعات غربية وعربية وآسيوية، ومن بينها دكتوراه في القانون من جامعة أكستر في بريطانيا، وأخرى في العلوم الإنسانية من جامعة الأقصى في غزة، ودكتوراه فخرية في الآداب من جامعة القاهرة.
وكانت مواقفه الشخصية مؤثرة في حلِّ الكثير من الاختلافات الطارئة بفعل الأحداث؛ إذ كان هو المبحر في تقديم العون والمساعدة وتوظيف مكانته العالية لدعم السلام والشروع في التغيير الإيجابي لكل مواطن في العالم.
الحقيقة التاريخية
احتفالنا بهذا الإنجاز يؤكد حقيقة مهمة، هي أننا في هذا الوطن - كنا ولا زلنا - وسنظل نعمل بكل الجهد والإمكانات من أجل خدمة كل التوجهات التي من شأنها تعزيز رسالة الإسلام الخالد، والجائزة من - زاوية أخرى - تعبير عن السلام الذي ينطلق من إيمان هذا الوطن وقيادته منذ فجر تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - برسالة الإسلام ودعم الأعمال الخيرة والإنجازات المفيدة في كل بقعة من بقاع العالم سواء بشكل مباشر من القيادة الرشيدة أو من خلال المنظمات التابعة لها. وللحقيقية، فإن هذا الوطن قيادة وشعباً يتوقُ لفعل الخير وتجد في ذلك سعادة وانسجاماً مع طبيعة هذا الوطن الطاهر الذي اختاره الله سبحانه وتعالى مهداً للقرآن والنبوة وهي قبلة المسلمين.
وقد انتصب سمو الأمير الوليد رافعاً قوله ليرقص مع الخير وإلى الخير وفي اتجاهاته، حين قال بالالتزام - حفظه الله -: «منذ أكثر من ثلاثة عقود قمت من خلال مؤسسة الوليد للإنسانية بتجديد التزامي للأعمال الإنسانية التي تسهم في بناء مجتمعات أكثر عدلاً واستدامة.. إن هذا الالتزام ذاته هو الذي قادني إلى الالتزام بتعهد العطاء. ويشرفني اليوم أن أكون أول عربي ومسلم يقوم بهذه الخطوة وكلي أمل بأن يتبع هذه الخطوة المزيد من العرب والمسلمين.. لقد أغدق عليّ الله الكثير من النعم، مما يزيد من رغبتي في تقديم الأفضل لمجتمعي وللعالم بأسره».
تقاطر مبادرات
كان من أبرز مبادرات صاحب السمو الملكي الأمير الوليد قيامه بالتبرع بكامل ثروته البالغة 32 مليار دولار في شهر يوليو من العام الماضي للأعمال الخيرية. كما أن مبادرات مؤسسته وصلت في آسيا إلى مئة مشروع استفاد منها خمس وعشرون دولة، وفي إفريقيا تسعة وتسعون مشروعاً استفاد منها ثلاث وثلاثون دولة، وفي أوروبا أحد عشر مشروعاً استفاد منها ست دول، إضافة إلى مشروعات في الأمريكيتين وأستراليا ومناطق عالمية أخرى. ولم تقف مبادراته عند ذلك الحد بل طالت أبناء هذا الوطن بمساعدتهم العينية وذلك بمنحهم سكناً مجانياً أو سيارة مجانية من خلال التسجيل في موقع المؤسسة عبر بوابتها الإلكترونية لمن تنطبق عليه الشروط.
مسيرة خالدة
لن تنسى أنحاء العالم كلها - ناحية بعد ناحية - مسيرة الرجل الكبير الوليد بن طلال المُعَنْونة باسمه المزيَّنة ببذور عطفه وربيع إنسانيته وجمال أخلاقه وحسه الإنساني الكبير وبذله الخير بكل مكان حتى استمتعت بوقع الأثر؛ ليكتب شهادة ميلاد أول إنجاز خيري عالمي وإنساني، ويحضر الوطن ليكون شاهداً على هذا الميلاد لتأتي الإنسانية فتضيء الظلمة وتتوهج مكامن الإنجاز، رافعاً علم وطنه الكبير الذي هو وطننا (المملكة العربية السعودية) ومحققاً آمال واهتمام مليك العزم في الإنسانية خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود) مشبعاً خريطة المجد الإنساني من العلالي بتفوق واستحقاق تام.
- مدير العلاقات والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر
تويتر @alshamlan641