هذه الدولة التي تسمي نفسها بالجمهورية الإيرانية الإسلامية مع الأسف منذ عام 1979م وهي تعتمد في حكمها على (ولاية الفقيه) الذي يسير جميع أمور هذه الدولة السياسية والدينية والتعليمية والاجتماعية، فولي الفقيه كما هو معروف في إمكانه أن يعدل ويلغي بعض الشعائر الدينية (في صلاة أو زكاة أو حج)، فهذا الولي الذي تخرج من قوقعته وصومعته في (قم) وتبعه في ذلك (المذهب الاثني عشر)، فهؤلاء الفرس والمجوسية والصهيونية ينامون في (غرفة واحدة).
فهذه الدولة منذ توليها الحكم قبل حوالي (35) سنة وهي تخطط وترسم نقل المذهب الشيعي الصفوي إلى دول الجوار (وتسيس الدين) من أجل زعزعة الاستقرار وتخريب هذه الدول بكل قواها وأذنابها وعملائها وتجسسها كما حصل في مملكة البحرين الشقيقة وفي لبنان عن طريق (حزب الشيطان) الذي تزعمه (نصر الشيطان)، وفي مملكتنا الحبيبة وما حصل بها من تفجيرات وتخريب وقتل الأبرياء (الراكعين الساجدين)، وما خليتها التجسسية التي قُبض عليها في مملكتنا الحبيبة إلا دليل على هذه السياسة.
وكذلك أيضاً لم تسلم الكويت من هذا التفجير في أحد مساجدها وإدخال الأسلحة عن طريق (منفذ العبدلي)، وقد صارت على هذه السياسة العقيمة عن طريق شرمذتها في اليمن (الحوثية)، وفي العراق التي أصبحت بغداد التي أصبحت عاصمة ثانية لها والتي ما زالت تعاني من التخريب والتفجير وزعزة الوضع السياسي فيها، وليبيا وتونس ونيجيريا (بدعم حركة بوكو حرام). هل هذه دولة إسلامية كما هو شعار مسماها (الجمهورية الإسلامية)!.
قلما عجزت عن تحقيق مآربها وكانت هذه الدول لها بالمرصاد وأول هذه الدول المملكة العربية السعودية التي صمدت في وجهها والوقوف صفاً واحداً دولة ورجالاً ونساء وشباباً وشيوخ في دحر مخططاتها التي باءت بالفشل، فلما فشلت فشلاً ذريعاً بدأت تأخذ منحى وخطاً آخر في تسييس أمور الحج والخروج عن وحدة وصف الدول العربية والإسلامية وذات الأقليات المسلمة، تريد نظاماً خاصاً بها وإدارة تدير شئون حجاجها، وكل هذا كلام حق يراد به باطل، تريد رفع الشعارات السياسية والمظاهرات والحشود التي تندد ضد بعض الدول وقد يكون من ضمنها المملكة التي وضعتها أمام الأمر الواقع، فالدولة - أعزها الله - تعامل الحجاج الإيرانيين كغيرهم من الحجاج المسلمين، وسوف يجدون مثلهم مثل غيرهم الكرامة والعزة وتيسير وتسهيل حجهم من النواحي الأمنية والاستقرار والدعة وتوفير كل متطلبات الحياة المعيشية والسكينة، فلماذا هذا الشذوذ والانحراف عن الخط المستقيم الذي قسمته الدولة لكل حجاج المسلمين الذين تهوى أفئدتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من كل بقاع الأرض، فالدولة اجتمعت برئيس بعثة الحج أو مندوب أو ممثل الدولة الإيرانية ووضعت النقاط على الحروف وأصبحت الرؤيا واضحة في اجتماعين منفصلين، لكن هذا المندوب يصر ويرغب تسييس الحج على أهواء وأمزجة دولته، وللمرة الثانية يرفض التوقيع على المحضر الذي ينظم الحج وشعائره مثله مثل بقية الدول، وبعض الحجاج الإيرانيين الأشقاء لا يقبلون ولا يرضون بهذه السياسة سياسة تسيس الحج الذي بموجبه يريدون أن يعيدوا ما فعلوه في الأعوام السابقة من الحج من رفع اللافتات والشعارات السياسية والمزيدات على بعض الأمور الخارجة عن هذه الشعيرة، أو حمل الأسلحة البيضاء من سكاكين وسواطير، حيث قتلوا ما قتلوا وخربوا ما خربوا، ونفق المعيصم خير شاهد ودليل على هذه الفعلة.
فيا حكام إيران عودوا إلى رشدكم ولا تحرموا شعبكم من أداء شعيرة الحج التي فرضها الله على المسلمين قاطبة، هذه الشعيرة التي تعتبر الركن الخامس في الإسلام واعلموا أن المملكة العربية السعودية أصلها ثابت وفرعها في السماء بوجود الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن للبيت رباً يحميه بحيث سخر هذه الدولة لخدمته وتبذل الدولة الغالي والنفيس من إمكانية مادية وبشرية وأمنية لراحة وأمن واستقرار الحجاج والمعتمرين.