«الجزيرة» - نجلاء نور:
أظهرت دراسة أمريكية حديثة أجريت في جامعة بافولو الأمريكية أن الناس الذين يثقبون ألسنتهم لأغراض تجميلية يجازفون بإحداث فجوة بين أسنانهم الأمامية بسبب كثرة اللعب بالقطعة المعدنية التي توضع وسط اللسان، والتي من أجلها يثقبون ألسنتهم. وقالت الدراسة إن تطور حالة تباعد الأسنان الأمامية بسبب ثقب اللسان وتفاقم الأمر، قد يتسبب في التهابات حلقية وظهور نتوءات وتشوهات في الأسنان مما يستدعي تقويمها فيما بعد. هذا إضافةً الى المشاكل الصحية الأخرى والتي يمكن أن تكون في شكل نزيف دموي في منطقة الفم، أو التهابات في اللثة، وفي حالات متقدمة تقرحات في الدماغ. وتقول البروفيسورة «سوسن طبّاع» أستاذة جراحة وتقويم الاسنان في جامعة بافولو ورئيسة فريق البحث الذي أعد الدراسة، أن إحدى الحالات التي مرت عليها كانت لشابة في السادسة والعشرين من عمرها بأسنان صحيحة ومتماثلة، لكن المشاكل بدأت تظهر لها منذ أن ثقبت لسانها ووضعت قطعة معدنية تسببت، على مدى عدة أعوام، في تشويه أسنانها. أما الدكتور «نايجل كارتر» من مؤسسة صحة الاسنان البريطانية فينصح كل من له رغبة في ثقب اللسان الابتعاد عن الأمر نهائياً، وتجنب حدوث مضاعفات صحية غير مرغوبة.
وفي دراسة أخرى تعود لعام 2012 حذر باحثون من أنه في حال ابتلاع هذه القطعة المغناطيسية بطريق الخطأ يمكن أن تشكل أخطارا صحية بالغة للإنسان من أهمها ثقب المعدة والوفاة. يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه الدراسة من أن حوادث ابتلاع الأجسام المغناطيسية أصبحت أكثر شيوعا بعد أن كانت في الماضي من الحوادث نادرة الحدوث وذلك بسبب تنامي صحيات تثبيت بعض الحُلي المغناطيسية والمعدنية في الفم واللسان.
أيضاً أعرب خبراء في عام 2005 لصحيفة «نيوريوك تايمز» الأمريكية عن تزايد قلقهم من مخاطر تلك الممارسات، والتي لا تنطوي فحسب على التعرض للإبر الملوثة بالدماء في ظروف يمكن أن تكون غير صحية، بل وتؤدي كذلك إلى تشويه مظهر الجسد وإلى العدوى البكترية والفيروسية. ويأتي على رأس تلك المخاوف العدوى بالجرثومات التي تنتقل عن طريق الدم مثل فيروس الإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي سي وبي، ويقول الأطباء أيضاً إن ثقب الأعضاء التناسلية واللسان يمكن أن تكون قنوات لدخول الفيروسات والبكتريا إلى مجرى الدم بعد انتهاء عملية الثقب. ويسهل كذلك انتقال البكتريا التي تعيش على سطح الجلد بما في ذلك بعض أنواع البكتريا العنقودية المقاومة للبنسلين، وذلك عن طريق الأجهزة غير المعقمة والأيدي التي لا ترتدي القفازات. كما يمكن أن تؤدي الإصابة بالبكتريا أو رد فعل الجسم ضد إدخال جسم غريب به إلى تشوه موضع الثقب.