الإتقان والمهارة في كل شيء مطلب لمناحي الحياة، وخاصة في تنفيذ أي عمل من أعمالِ أرباب المهن، وفي حياةِ آبائنا وأجدادنا تكون هناك عبارات جيدة تدل على الإتقان والجودة.
فيقولون كتابة محلكمة أي متقنة واضحة شاملة عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).
ومحبّة الله لك في إتقان عملك، وإكبارُ الناس لك في إتقان عملك، إذا أهْملْتَ عملك وجعلْتهُ من الدرجة الثانية تركك الناس واتجهوا لآخر، ومن اِشْترى هذه الحاجة غير المُتْقنة، واسْتعملها قليلاً، ثمَّ فسدت يتألم.
والكتابة القوية تكون قصيرة العبارات، قوية المعنى، شاملة في الوصفِ والتعبير وانتقاء الكلمات. قبل سنوات كان يجلس على عتبات الدكاكين أو الدكات (كما تسمى بلهجة الأهالي) في سوق الخرمة مجموعة من الكتّاب والمشايخ يهتمون بكتابة المعاريض والشكاوى لأبناء البادية، ومن لم يجيد القراءة والكتابة، فيقول إذا أردت كتابة محلكمة بخمسة ريالات وكتابة عادية بثلاثة.
بين يديّ وثيقتان فيهما عبارات قوية شاملة للمحتوى معبرة عن توثيق المعلومة والوصف وصدق البيع؛ وهي وثيقة بتاريخ 1216 عن بيع بستان أم الخير وأخرى عن بيع بستان الشقيق وكلها من أعمال الطائف.
وإتقانها في تحديد عدد السهوم مفردها سهم، والسهم من أجزاء القيراط وهو نصيب أو حصة من ملكية عقار أو شركة.
وفي اللغة مشتق من الفعل ساهم بمعنى اشترك، وفي الاصطلاح يعرف بأنه الوثيقة التي تمثل حصة المساهم:
من عباراتها: ولاحظوا المعاني
السوح والفسوح، عامرة ودامرة عند متصل به، ومنفصل عنه، بيعاً حازماً، لازماً جازماً.
خالياً من الموانع المبطلات والشواغل المفسدات. وقد اشترى علماً شرعياً نافياً للجهالة شراءً صحيحاً شرعياً، وبيعاً صريحاً موعياً.
بيعاً لا عدة فيه ولا مثنوية، وهذا البيع من أتم البيوعات الباتة وأكملها لا شرط يفسده، ولا قول ولا خيار يبطله.
بإيجاب وقبول شرعيين بصريح الإيجاب والقبول.
وذكر من أجزاء البيع
سهم وركيب وخوندة
ومن أسماء النقود غرش ذهبي (1) وديواني وكلها عملات عثمانية قديمة.
أما أسماء الأماكن مثل أم العوسج وأبو دبة وأمهات الخير والشقيق الأعلى
في وادي الجال أحد أودية الطائف المحروس. فهذه كما يقولون كتابة محلكمة، وقد انتشرت مثل هذه الكتابات الشاملة للمبيع، ودقة وصفه، وسلامة بيعه حفاظاً على مصداقية البيع وحقوق الورثة.
... ... ...
الهوامش:
(1) القرش أو الغرش: عملة فضية عثمانية سُكَّت لأول مرة في عام 1688م في عهد السلطان العثماني أحمد مصطفى الثالث، وكان وزن القرش في بداية ظهوره ستة دراهم. ويعادل القرش الواحد، واحداً من المائة (من الليرة العثمانية، أي أن 100 قرش فضي= ليرة ذهبية واحدة.
والقرش الواحد = 40 بارة عثمانية.
والقرش الواحد = ثلث ريال فرنسي "والريال الفرنسي اسم أطلقه عرب الجزيرة على عملة فضية نمساوية شاع تداولها آنذاك في أسواق الجزيرة العربية واسمها الصحيح هو دولار ماريا.
ديواني :أحد العملات التي كانت سائدة، وهو من النقود التركية النحاسية ،والديواني يعادل خمس بارات وهو أقل من القرش صاغ.
- عبدالله الحضبي السبيعي