بقلم - ماركوس هامر ومالتي هيبي وكريستو شميتز وريتشارد سيلشوب وكين سومرز:
يكثر اللغط حول قدرة التكنولوجيا وحدها على تحقيق نتائج سحريّة. ففي الواقع، تكون النتائج مرهونة بمدى استخدام الناس لهذه التكنولوجيا - لا سيّما إن كانوا يستعملونها للارتقاء بمهاراتهم وخبراتهم التي اكتسبوها منذ وقت طويل.
تختلف الشركات التي نجحت في التحوّل بمساعدة التكنولوجيات الجديدة في أربعة مواطن أساسيّة عن تلك التي فشلت في ذلك:
آفاق واضحة ودقيقة. من الصعب تحديد المكان الأنسب للانطلاق بوجود آلاف الاستخدامات المحتملة. لكنّ تحديد مدى التوازن بين التأثير المتوقَّع والجهوزيّة التكنولوجيّة واحتمال النجاح والتقبّل الذي تُظهره المؤسسة هو في العادة أداة فعّالة للقيام بتقييم أوّلي.
اعتماد مسار بسرعتين. إنّ إرساء بنية كاملة لقسم تكنولوجيا المعلومات هو مشروع مكلف، يتطلّب تنفيذه سنوات عديدة. وفي الشركات الناجحة، يتم اعتماد إستراتيجيّةً أكثر خفّةً تعتمد على الحلول المحلية لرصد القيمة بسرعة، مع مواصلة العمل التدريجي على تطوير بنية قسم تكنولوجيا المعلومات التي ستكون ضرورية على الأمد الطويل. ومع ظهور أثر سريع لهذه الإستراتيجيّة، تولد حماسة، ويتسنّى إعطاء دروس يمكن مشاركتها لضمان نتيجة أفضل للمؤسسة ككل.
مترجم لفريق أكبر وأوسع نطاقاً. بات رصد الفرص الرقمية مجهوداً جماعيّاً. واليوم، تتطلّب الجهود في المجالات المعقّدة خبرة في إجراءات الإنتاج، وعلم البيانات، وإدارة التغيير. وبالتالي، ثمّة وظيفة جديدة لم تستحدثها إلاّ قلّة قليلة من الشركات للتواصل مع جميع الأطراف المعنية: المترجم، وهو شخص «يترجم» المضمون بين مجالات التخصص المختلفة.
التزام يساعد الناس على التغيّر. بما أنّ هذه الابتكارات قد تحمل وقعاً كبيراً على كيفيّة أداء الموظّفين لمهامهم، لا بدّ من استباق مخاوفهم وتطوير قدرة على إقناعهم بالمقاربة الجديدة. والتكنولوجيا وحدها ليست حلاً لجميع المشكلات، بل إنّ الناس الذين يطبّقون التكنولوجيا في مهامهم اليوميّة هم الذين يولّدون قيمةً إضافيّة.
... ... ...
(يعمل ماركوس هامر، ومالتي هيبي، وكريستوف شميتز، وريتشارد سيلشوب، وكين سومرز مع مجموعة «ماكنزي أند كو»، على التوالي في فيينا، وهامبورغ في ألمانيا، وفرانكفورت في ألمانيا، وستامفورت في كونيتيكت، وأنتويرب في بلجيكا).