مرَّت علينا سنوات طوال ونحن نعيش في طفرات اقتصادية، تقودها مداخيل البترول، وتمضي السنوات والأيام ونرى خلالها طموحات وأزمات ومشكلات.. فقد عاصرنا مرحلة غزو العراق للكويت، وتفجيرات 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، التي وجَّهت سهامها للعرب والمسلمين حتى يومنا الحاضر؛ إذ يشهد البترول تراجعًا حادًّا في الأسعار؛ ما يؤثر على مداخيل المملكة وكافة الدول النفطية.
ورغم كل ذلك عكفت حكومتنا الرشيدة من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أكثر من عام كامل لوضع رؤية متكاملة، تحمل عنوان: «السعودية 2030»، تهدف لإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي، يعتمد على تنويع مصادر الدخل من القطاعات كافة، وأن يتحول البترول إلى دخل إضافي، وليس رئيسيًّا للمملكة العربية السعودية.
وهذه فرصة سانحة للمشاركة لرسم معالم المملكة العربية السعودية الجديدة التي يمر بها جيلنا عبر رؤية 2030 المتنوعة في مجالاتها الشاملة لكل تخصصاتها بين التجارة والاستثمار والصناعة والثقافة باختلاف فنونها والرياضة والتكنولوجية والعمل الخيري والمساهمة البناءة في العمل الاجتماعي والابتكار والإبداع مدعومًا بأعلى المستويات، ومذللاً له جميع العقبات للرقي والرفاهية.
فالمشاركة الجادة والطموح الخلاق للارتقاء بالوطن للعيش حياة كريمة للفرد قبل توريثه للأبناء والأحفاد هو ما نسعى إليه، وما خلقنا لغايته بعد توحيد الله، وفي خلافة الأرض من أجل إعمارها وتحسين معيشة سكانها.
فانتشار المدن الصناعية والفرص التجارية الاستثمارية المختلفة والمناشط الاجتماعية في ربوع وطننا مع سهولة التواصل والانتشار يجعل الحلم محله الإصرار والتردد.. محله العزم.. والألف ميل يبدأ بخطوة.
وقد رأينا بالأمس القريب قرارات ملكية قوية، تعيد هيكلة الحكومة في المملكة؛ فلأول مرة في تاريخ مملكتنا الحبيبة هناك هيئة متخصصة للترفيه، وأخرى تهتم بالشؤون الثقافية، فضلاً عن توحيد جهود بعض القطاعات عبر دمج وزارات وهيئات محددة، منها على سبيل المثال ربط الطاقة بالصناعة بالثروة المعدنية، والعمل بالشؤون الاجتماعية، والبيئة بالمياه والزراعة، وغيرها من القرارات التي ساهمت في تحريك نحو 36 شخصية في مواقع مختلفة لضخ دماء تتوافق مع رؤية 2030، وتستطيع تنفيذها على أرض الواقع؛ كي يشعر المواطن السعودي بانعكاسات هذه الرؤية عليه وعلى المجتمع بأكمله.
إننا متفائلون برؤية 2030 التي تحوِّل الحلم إلى واقع، وتحوِّل المملكة العربية السعودية من دولة في العالم الثالث إلى العالم الأول في غضون سنوات معدودات. علينا أن نضع أيدينا في أيدي بعض، ونصبح كتلة واحدة لتنفيذ رؤية هذا العصر التي ستغير وجه المملكة العربية السعودية.
- محمد بن صالح المزيد