تتنوع في شهر رمضان الخيام الرمضانية التي يستبق إليها كثير من الأسر لقضاء أمسيات مختلفة في أجواء من الاحتفال بأجواء الشهر الكريم، ولإضفاء البهجة على جميع أفراد الأسرة ولاسيما الصغار، أيضاً يتطلع قطاع من الشركات في التقاء منسوبيه في ليالي الشهر الفضيل لتوطيد أواصر المودة بينهم والتخفيف من ضغوط العمل، وفي مثل هذه الأمسيات يكون البوفيه المفتوح خياراً للجميع.
وفي ظل التنوع الذي يتيحه البوفيه المفتوح تتسع دائرة الحيرة لدى الكثيرين، حول تفضيلات الطعام، وترتيب تناولها، ولاسيما في وجبة لها خصوصية وجبة الإفطار بعد نهار من الصوم. ففي وقت يغري فيه البوفيه المفتوح الكثيرين بتذوق جميع الأصناف المعروضة، أو التركيز على اللحوم والحلويات تحت تأثير الجوع، أو بحكم العادات الغذائية التي تقتصر على هذين الصنفين مضافاً إليهما المشروبات الغازية، يحرص آخرون على ألاّ يفسد البوفيه المفتوح بتنوعه الكبير وأصنافه المغرية عليهم أنظمتهم الغذائية.
ويؤكد خبراء التغذية بهذا الخصوص أنه كلما استثمر الفرد فوائد الطعام لصالح صحته العامة، كلما كانت استفادته أفضل، وهناك دلائل كثيرة وتجارب حقيقية تثبت أن اعتماد النظام الصحي المتوازن ينقذ حياة الإنسان، ويحد من مخاطر إصابته بالأمراض العضوية المزمنة، كأمراض القلب والشرايين، والكبد، وبعض أنواع السرطان، معددين مجموعة من الأساليب والأنظمة الغذائية المثالية في مثل هذه المناسبات.
تحذيرات أساسية
يؤكد الاختصاصيون أن كثيراً من الأطعمة يتحول إلى سكر بعد تناولنا له، سواء كانت موجودة بشكل طبيعي في الفواكه أو حين تتحول إلى سكر مركب من تناول ‹›الكربوهيدرات›› والنشويات، وبالرغم من أن الأطعمة التي تحتوي على السكر الأبيض تزود الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية، إلا أنها ضعيفة بالعناصر الغذائية المفيدة، مع إضرارها الفادح بالأسنان وما تسببه من مشاكل الوزن الزائد، لذلك يفضل تقنين تناول السكريات قدر الإمكان، وأخذها من مصادرها الطبيعية فقط.
ومن الصعب مقاومة الحلويات في شهر رمضان الكريم. لتجنّب السعرات الحرارية تلذّذوا وتمتّعوا مع العائلة والأصدقاء بألذ الأطايب ولكن يجدر الانتباه إلى حجم الحصص والاعتدال في الكمية. أيضاً تناول قطعة الحلوى بعد وجبة الإفطار مباشرة يتسبب في زيادة حجم المعدة إذ يسبب التأخير في عملية الهضم. بالإضافة إلى ذلك، يحدث اضطراباً في مستوى السكر في الدم؛ ما يؤدي إلى ازدياد الرغبة في تناول المزيد من الحلويات، لذا يفضل تناولها بعد ساعتين إلى ثلاث من تناول الإفطار.
قواعد للاختيار
بدء الإفطار بطبق من الشوربة يليّن المعدة ويدفئها بعد نهار طويل من الصوم، ويعوّض السوائل التي خسرها الجسم ويحضّر الجهاز الهضمي لاستيعاب كامل الوجبة. أيضاً تناول الشوربة والسلطة بتروٍّ خلال الإفطار يساعد على الشعور بالشبع ويجنب تناول كميات كبيرة من الوجبة الأساسية والحلويات. وبخصوص الشوربة أيضاً اختاروا الشوربة الغنية بكمية وافرة من الخضار مثل البروكلي والسبانخ والبازلاء واللوبية والكوسا والجزر، التي تضيف الفيتامينات والمعادن إليها وتغنيها بالألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي.
وينبغي أن يحتوي الطبق الرئيسي المتوازن على الإفطار على نوع من النشويات مثل الأرز، المعكرونة، البطاطس، أو البرغل، ونوع من اللحوم مثل اللحم الأحمر، الدجاج، أو السمك، بالإضافة إلى الخضار المطبوخة. مع مراعاة تناول كمية معتدلة من الطعام لأن هذا هو المفتاح الرئيسي للصحة الجيدة.
وإذا كان ولا بد، تناولوا المقبلات المقلية كالسمبوسك باعتدال؛ إذ إن الأطعمة المقلية تحتوي على كمية عالية من السعرات الحرارية والدهون التي قد ترفع مستوى الكولسترول في الدم.
ويخف الإقبال على الفواكه خلال الصوم، فكثيرون يستبدلون الحلويات الرمضانية بالفواكه، لكن الحلويات الرمضانية غنية جداً بالدهون المشبعة والسكر، ما يعمل على زيادة الوزن خلال الصوم فمن الأفضل الإقبال على تشكيلات الفواكه في البوفيه بدلاً منها، فالفواكه من أغنى الأطعمة بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة. تمنح الفواكه الجسم النشاط خلال ساعات الصوم الطويلة. كما تعمل على حماية الجسم من الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.
وتجدر الإشارة إلى أن الفواكه تعتبر الحلوى الأنسب لمريض السكري، فسكر الفروكتوز (سكر الفواكه) لا يعمل على رفع مستويات السكر في الدم.
طبعاً لا يجب التغاضي عن فوائد الفواكه الجمالية، التي تزيد جمال البشرة بفضل احتوائها على المواد المضادة للأكسدة.
ويؤدي نقص المياه في الجسم خلال ساعات الصوم الطويلة، إلى الشعور بالإرهاق والتعب؛ لذلك يجب تناول الفواكه التي تحتوي بدورها على كمية كبيرة من المياه وتمنح المزيد من الترطيب والانتعاش خلال الشهر الفضيل.