«تفتيت اللحمة الوطنية وتغييب وعي المجتمع عن الحقائق وبث الفتن وتشويه سمعة السعودية والتدليس عليها وتلفيق الأكاذيب وتزييف الحقائق والسعي لتعطيل جهودها لما فيه المصلحة للمجتمع والوطن وأمة الإسلام».. هذه الغاية الأساسية لأعداء وطننا، إنهم يسعون بكل ما أوتوا من قوة أن تكون السعودية مضطربة الأوضاع دولياً واقليمياً ومحلياً.
من يرصد الوضع الراهن بكامل تفاصيله يجد أن المملكة العربية السعودية تواجه حملات ضارية وممنهجة عبر الإعلام وبعض منظمات الحقوق والهيئات الرسمية وغير الرسمية وفي المناسبات الدينية والسياسية والاقتصادية وغيرها بقصد التشويش بقوة على كل إنجاز مميز باسم السعودية أو عند تصدرها لأي محفل محلي أو دولي والتقليل من شأنها كلما سنحت الفرصة لذلك.
ويتضح من المتابعة لمجريات الأمور أن الحملات المعادية للسعودية والتجني السافر عليها من قبل إيران وأعوانها ومنظمات الإرهاب التابعة لها ومن يواليهم في العداء ضد المملكة لا يفتر سعارهم ليلاً ونهاراً بل شدت عزائم مثيري هذه الحملات وتعالت في العقد الحالي من هذا الزمان، وذلك لهول الضيم ومعاناتهم بعد انتصارات السعودية في ساحات المواجهة وثباتها أمام كل هجمة وتفوقها عليهم في كل المجالات رغم حملاتهم المحمومة في كل وسائل الإعلام وشبكات الإنترنت والمنابر الرسمية وغير الرسمية، وهذا العبث اللامسؤول يجد الدعم المادي السخي من جهات ممولة بمئات الملايين نقدا وبالعملات الصعبة، وبأساليب منظمة تديرها عقليات احترافية مأجورة تحترف بث الرسائل المغالطة للحقيقة وتستضيف شخصيات تمتهن حرفة الكلام وتغلف المعلومات بوقائع وهمية ومن نسج تخيلاتهم للتلاعب بعقول عامة الناس. ولم يقف الحال إلى هذا الحد بل يتزامن معه حراك من جماعات ناشطة تابعة لأجنداتهم في مجالات حقوقية وغير ذلك؛ ويجدون آذانٍ صاغية من منظمات دولية أو هيئات رسمية وغير رسمية يرفعون لها ملفات ملفقة ومعلومات مدسوسة وتستخدم كورقة تشويش في المحافل الدولية لصرف الانتباه عن حقائق دامغة تدين أعداء الأمة وتبعثر الجهود في مواجهة الباطل.
كما تركزت حملاتهم المضللة وبطرق ماكرة على تفتير قبضة الأمن والتشكيك في نزاهته وشرعيته وأمانة السلطات الأمنية في أداء واجباتها وتحوير جهودهم لردع الباطل وايقاف العابثين بأمن البلاد والمجتمع ووضعها في قالب معكوس يحد من الجريمة مهما كانت ليصوروها إلى ممارسة الاعتقال التعسفي وكبت الحريات، بقصد مغالطة الواقع والتدليس على الشارع العام بالأكاذيب والافتراءات على سلطات الأمن بما يخالف واقع الأحداث ودافعهم هنا التحجيم من قوة القبضة الأمنية والتهوين من شأنها وهذه غاية استراتيجية مطلوب العمل على تحقيقها عاجلا أو آجلا ليسهل لهم ممارسة أجنداتهم التي يريدونها حينما تصبح السلطات الأمنية غير متمكنة من أداء دورها بالشكل المطلوب.
والواضح من مجريات الأمور أن هذه الحملات الممنهجة تحتاج وعي مستنير من المواطن ليستوعب من خلاله ما يحاك ضد مصاح مجتمعه ووطنه، وأن يحكم العقل لمعرفة الدوافع من ورائها ويحلل بدقة محتوى البث ومضمون ما يدور فيه من عبارات ومشاهد مصورة يتم فبركتها باحترافية عالية، حتى يعلم حقيقة أهدافهم والغاية التي ينشدونها، ويستعد لمواجهتها وصدها وإفشال مخططاتهم ودحضهم.
ويبقى أن تقوم الأجهزة الإعلامية الحكومية والخاصة في السعودية ورجال الأعمال الداعمين لقطاعات الإعلام المقروء والمكتوب والمسموع والإلكتروني في أنحاء العالم للتوجه بحملات مكثفة تمتلك مقومات القوة لتتصدى وترد كيد الحملات العدائية ضد الوطن والمجتمع، ويرصد لذلك ميزانيات مفتوحة تستغل بالطرق المثلى والنزيهة في تقديم الصورة الحقيقية والوقائع والأحداث عن المملكة العربية السعودية وشعبها باستخدام أحدث الوسائل والتقنيات والأدوات الاحترافية المتطورة والعقول المفكرة والمدبرة وبروح مثابرة وبإسهام مباشر مع المواطن ليكون وقود يذكي هذه الجهود في وسائل الإعلام كافة وبجميع المحافل في أنحاء العالم، وداخل المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية ويشارك فيها وجوه جديدة من مختلف شرائح المجتمع السعودي صغاره وكباره نساءه ورجاله، وأن يشاركوا قيادة الرأي العام مع النخب ووجهاء المجتمع بمختلف فئاته ومساراته حتى يعتلي صوتنا وتصل رسالتنا المعززة لقيم الإسلام والسلام والنماء وحب الخير للإنسان في داخل السعودية وخارجها.