الجزيرة - أحمد المغلوث:
ما من طالب أو طالبة سعودية وغير سعودية إلا وبفضل الله يحفظ العديد من سور القرآن الكريم. ناهيك من يحفظ أجزاء كثيرة منه. وهناك الآلاف من المحظوظين الذين وفقهم الله وحفظوه كاملاً.. وكل مسلم أكان متعلماً أو أمياً يحفظ بعض سور القرآن الكريم. وبالتالي كان للقرآن الكريم تأثيره الكبير على كل مسلم ونجد هذا التأثير واضحاً وجلياً لدى الأدباء والشعراء والمثقفين فما منهم إلا وكان لكتاب الله تأثيره عليه في إجادته للغة والإملاء. فتفاعلت وامتزجت ثقافة هذا الأديب أو ذاك المثقف بلغة القرآن وبلاغته وأثمرت عملاً فكرياً رائعاً.. ولو تمعّنا في كتابات الكثير من الأدباء والكتّاب والمثقفين لوجدنا كل مجيد منهم، كان للقرآن أثره الواضح في كتابته حتى ولو لم يضمن كتاباته بعضاً من الآيات الكريمة والعظيمة.. ومازلت أذكر ونحن صغار كيف يردد علينا أستاذ الدين أهمية حفظنا للقرآن والتمعن في آياته ومعانيه وبالتالي جرت به ألسنتنا وأشرقت به نفوسنا وتفتحت عليه مداركنا ورعته ذاكرتنا ونحن صغار.. حيث كنا نحفظ سوره في المرحلة الابتدائية فاستقرت بعض سوره في أعماق نفوسنا منذ ذلك الزمن الجميل، فحبب لنا اللغة والإجادة في كتابتها وعباراتها. صحيح أن بعضنا نسى مع الأيام بعضاً من السور التي حفظها في الصغر لكن سبحان الله ومع قدوم شهر رمضان شهر القرآن تتجدد العلاقة الحميمة بينه وبين المسلمين في مختلف بقاع الأرض. فتجد الجوامع والمساجد عامرة بحلقات تحفيظ القرآن الكريم.. والمصلين الذين يواصلون القراءة بحب وشغف لا يشغلهم شاغل عنه، هناك من يحضر للمسجد مبكراً قبل موعد الأذان، ليواصل القراءة التي كان قد بدأها قبل ذلك في بيته أو حتى في مقر عمله. إذا كان في عمله متسع من الوقت للقراءة.. وفي السنوات الأخيرة ومع انتشار التقنية على نطاق واسع سهلت عملية قراءة القرآن بصورة لافتة ومنتشرة، فكثير من التطبيقات يستطيع الإنسان تحميلها في هاتفه وفيها برامج مختلفة تتيح للجميع القراءة بصورة سهلة ويسيرة، بل هناك تطبيقات مدهشة تتيح للقارئ تكبير السطور لضعاف النظر أو بحكم السن التي عادة ما يتراجع فيها نظر الإنسان. لكن وبفضل الله بات كل شيء متاحاً لمن يريد قراءة القرآن بصورة سهلة. والجميل أن في بلادنا وغيرها تنتشر مسابقات حفظ القرآن الكريم.. ومسابقات عالمية لترتيله وإبراز المجيدين والمجيدات في القراءة والتجويد والترتيل. وفي الشهر المبارك، رضان القرآن، تتضاعف البرامج والفعاليات التي تعنى بقراءة وتلاوة القرآن. وتقدم العديد من الجوائز المالية القيّمة لكل الفائزين والفائزات في قراءة وتلاوة القرآن.. وتقدم المملكة ملايين من نسخ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من أجل المزيد من العناية بالقرآن الكريم توزع على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة. ومن نعم الله على المسلمين أن كتاب الله العظيم جاء مشتملاً على القصص والمواعظ والحكم والأمثال والتحذير والتبشير، والحث على الأخلاق الكريمة والمثل العليا والمودة والرحمة وبأسلوب بليغ واضح وفصيح.. أعود فأقول منذ صغرنا أحببنا كتاب الله.. قراءة واستماعاً، وبالمناسبة أكتب هذه الإطلالة وأنا استمع وأشاهد قناة (القرآن الكريم) السعودية، هذه القناة التي تقدم لنا على مدار الساعة نخبة من القراء المتميزين الذين يحظون بمتابعة وحب الملايين من المسلمين في مختلف دول العالم.. فشكراً ألف شكر لمن يقف خلف جهودها العظيمة.