تصوير - حمد الثقفي:
تتزين جدة التاريخية لزوارها في شهر رمضان من كل عام، حيث يكون لهذا الشهر الكريم طعم مختلف، ورونق خاص في هذا الشهر الكريم، حيث الفعاليات الرمضانية التراثية، والمتاحف المفتوحة، والفوانيس الرمضانية التي تضيء أزقة المنطقة.
ويعتبر المهرجان التراثي (رمضاننا كدا) من أبرز فعاليات جدة التاريخية في شهر رمضان. وتشهد النسخة الثالثة من المهرجان لهذا العام التي تقام في الفترة من 3 إلى 19 رمضان الجاري فعاليات تراثية جديدة ومنوعة كفعالية «حارة كنا كدا»، وبرامجها المصاحبة مثل: «المقهى الشعبي، البقّال، المكوجي، الفوّال، مكتب العمدة، الكركون، اللبّان، القراري، مركاز الحارة، المسحراتي، فرقنا، بائع الشريك، بائع الدندرما، بائع البسبوسة، سنان السكاكين، بائع الكولا، موزع الأتاريك، السقا، عارض الدراجات، بائع البليلة، بائع السوبيا، الحمال، ألعاب الأولاد والبنات.
وعملت اللجنة المنظمة للمهرجان على أن تلبِّي الفعاليات متطلبات مختلف الشرائح العمرية، وتعريف الجيل الجديد بالمعايير الثقافية والاجتماعية التي سادت تلك الحقبة المهمة من تاريخ جدة الحديث.
ومن الفعاليات أيضا «مركاز جداويون، بيت باناجة، متحف أهل زمان، سلسلة معارض تخصصت في تاريخ جدة، إضافة لانطلاقة سوق الجمعة، المخصص كنقاط بيع للأسر المنتجة ورواد الأعمال جنوب مسجد الجفالي، ويحوي ما يزيد عن 300 محل، وينتظر أن يستمر السوق بعد نهاية الفعاليات طوال العام في يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
مسجد الشافعي
ومن أبرز معالم جدة التاريخية وأهمها في رمضان الجامع العتيق «مسجد الشافعي» الذي يحظى بإقبال كبير من المصلين، بعد افتتاحه في (29 شعبان 1436هـ) بجدة التاريخية بعد الانتهاء من مشروع ترميمه والذي تكفّل بنفقاته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -، ويعد مشروع ترميم المسجد ضمن مشاريع العناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ومؤسسة الترغاث الخيرية، وأعلن الأمير سلطان بن سلمان في حفل افتتاح المشروع عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة، وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان صدقة عن والدته الأميرة سلطانة السديري - رحمها الله -.
كما يجري حالياً ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية الإعداد للبدء في مشروع ترميم وتأهيل مسجد المعمار في قلب جدة التاريخية.
ويعد مسجد المعمار من أقدم المساجد في جدة التاريخية والمملكة، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن بناءه تم على يد أحد الولاة يُدعى مصطفى معمار باشا، في عام 1263هـ وجُدِّد في عام 1284هـ.
معرض بيت نصيف
وتحظى المواقع المختلفة في جدة التاريخية بإقبال الزوار، ومن أهمها متحف بيت نصيف والذي يحتوي على معرض يضم عدداً كبيراً من الصور الخاصة في جدة التاريخية منذ حوالي 80 عاماً وهي صور نادرة ويستمر هذا المعرض لمدة ثلاثة شهور، حيث تقوم دارة الملك عبدالعزيز التاريخية على هذا المعرض.
ومن أبرز المباني الجديدة متحف بيت أمير البحر الذي سكنه الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه قبل 70 عاماً، وهو من المباني التراثية ومسجَّلٌ في الخرائط القديمة في جدة، ويقع شمال غربي بحيرة الأربعين، كما سكن المبنى بعض الأسر في فترات مختلفة..
كما تم الانتهاء من ترميم مجموعة المباني التابعة لآل نصيف ويوجد فيها 30 محلاً تراثياً وتاريخياً وهو معلم كبير يقع على مسار الحج، كما يوجد «عين فرج يسر أو ما تسمى العين القوصية» والتي تقع أيضا في مسار زوار مهرجان رمضاننا كدا، ويقع على هذا المسار أيضاً متحف بيت المدبولي، وأنهت أمانة محافظة جدة إصلاح واجهات بعض المباني الواقعة في مسار الحج التاريخي ويستمر هذا العمل في جميع المباني الواقعة في مسار الحج التاريخي.
ويبلغ إجمالي المباني المشمولة في الحماية داخل المنطقة التاريخية 706 مبانٍ تقريبا وهذا يدل على ثراء مدينة جدة في المباني التاريخية ويقع 400 مبنًى داخل نطاق الحماية من الدرجة الأولى والتي تمتد من حارة الشام إلى حارة المظلوم امتداداً جنوباً إلى حارة اليمن بحدود باب شريف. كما يوجد عدد من المباني التراثية في حارة البحر ومسار الحج التاريخي يربط منطقة المباني القديمة في حارة البحر ويمتد شرقاً.
1886 مبنى تاريخياً
يشار إلى أن إجمالي المباني التاريخية الموجودة بجد التاريخية 1886 مبنًى منها 606 مبانٍ تاريخية تقليدية معمولة من الحجر المنقبي والطين البحري والأخشاب، و100 مبنًى مسلحاً حديثاً ضمن أنظمة الحماية التاريخية..
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أكد في تصريح صحفي على أن جدة التاريخية مقبلة على فعاليات ومشاريع هامة وكبيرة بحجم مكانة هذا الموقع التاريخي الهام المسجل في قائمة التراث العالمي.
وقد بدأت الهيئة فور الإعلان عن انضمام جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو بأعمال الحماية التي تضمنتها اشتراطات التسجيل الذي توج الجهود الكبيرة لحماية وتطوير المنطقة من خلال شراكة مميزة وفاعلة بين عدد من الجهات الحكومية التي تتقدمها الهيئة وأمانة جدة، ومحافظة جدة، والتي عملت على تنفيذ مشروع متكامل للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتطويرها، وتهيئتها كموقع تراث وطني.
وكانت الهيئة قد عملت بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة وأمانة محافظة جدة على تصنيف المباني التاريخية فيها، ورصف شوارعها، وإنارتها، وتأسيس إدارة لحمايتها وصيانة المباني التراثية فيها، وتحديث نظام البناء بما يكفل المحافظة على نسيجها العمراني التاريخي، حيث وضعت الهيئة مشروع تطوير جدة التاريخية على رأس قائمة برنامجها الوطني لإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية وفي إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي تعمل عليه بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وكان للهيئة دور مهم في إقرار ميزانية خاصة لمشروع تطوير جدة التاريخية لأمانة جدة، والبدء في ترميم 18 مبنًى تراثياً، ودعم وتطوير مسار الاستثمار في المنطقة، وترشيح عدد من المباني التراثية للعمل على تطويرها، ومعالجة القضايا المتعلقة بالأوقاف بالتعاون مع وزارة المالية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وكذلك معالجة القضايا المتعلقة بالصكوك بالتعاون مع وزارة العدل، وحثِّ الملاَّك على تأسيس جمعية تضمن إشراكهم في مراحل الحماية والتطوير بعد أن كانوا غائبين عن أي مبادرات لحماية المنطقة وهو ما أسهم في تأخير العمل في تطوير المنطقة في المراحل السابقة.