«الجزيرة» - أحمد السليس:
حين تكون في مكة المكرمة في رحاب بيت الله الحرام، وفي هذه الأيام تحديدًا حيث شهر الرحمة والغفران «رمضان» لا بد لك أن تشعر بروحانية عالية تتجاوز غيرها من الأيام.
القلوب قبل الأجساد تتوافد إلى مكة المكرمة، الجميع هناك ومن كل دول العالم، كلهم أتوا يرجون رحمة ربهم ويؤدون عبادتهم معتمرين ومصلين وسط أجواء من الراحة والطمأنينة ومستوى عالٍ من الخدمات تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي كان وجه كافة القطاعات لتكون الخدمة في قبلة المسلمين على أعلى مستوياتها.
الناس في معظمهم يقصدون «البلد الأمين» بمختلف أيام الشهر الكريم لما لهذا المكان من راحة تامة عند الصيام وبعد الإفطار، وحتى حراك الناس هناك مختلف فليل رمضان ليس ككل الليالي في غيرها، كما هو أيضًا نهارها الذي يعج بحركة لا تتوقف عكس أماكن أخرى سادها الهدوء في نهار شهر الصيام.
إشغال الفنادق
قفزت نسبة الإشغال للفنادق في مكة المكرمة إلى مستويات عالية مع دخول شهر رمضان المبارك، حيث سجلت أغلب الفنادق والشقق الفندقية وغيرها من أماكن الإيواء نسب عالية في الحجوزات من أول أيام الشهر على أن تبلغ أقصى ذروتها في العشر الأواخر.
ويقول سلمان السالم، وهو مختص في حجوزات الفنادق: يأتي الطلب كبيرًا على حجوزات الفنادق بمكة المكرمة مع قرب شهر رمضان المبارك ثم يزداد الطلب ويبلغ أوجه مع دخول الشهر، حيث تتسابق الناس ليس في المملكة وحسب بل أغلب الدول للحصول على عدة أيام بمكة المكرمة.
ويؤكد السالم، أنهم يضطرون في بعض المرات إلى الحجز في محافظتي جدة أو الطائف لقربهما من مكة المكرمة إذا لم يتوافر حجز هناك.
وأضاف: «هذا العالم أعتقد أنه سيكون مختلفًا جدًا، فمن المتوقع وصول الطلب إلى حجم يفوق الأعوام الماضية، وذلك نتيجة للظروف المحيطة بأغلب البلدان، إلى جانب أن الإجازة للتو بدأت والأغلبية أجلوا سفرهم إلى الخارج إلى ما بعد رمضان، وهو ما سيرفع من حجم الطلب على الحجوزات في مكة المكرمة».
وأشاد السالم، بالجهود المبذولة من المملكة تجاه ضيوف بيت الله الحرام، وبين أن من يوجد بمكة يلمس تلك الجهود ويقدر عاليًا ما تعمل عليه الأجهزة في الدولة بكافة قطاعاتها في سبيل توفير أجواء مليئة بالطمأنينة والراحة أثناء زيارة البيت الحرام.
رفاه وعبادة
من جهته أعرب الإماراتي سعيد المارد، وهو من زوار بيت الله الحرام في شهر رمضان من كل عام عن شكره لمقام الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، على العمل الخير الذي يحدث في مكة المكرمة. وقال: الحمد لله أنني أزور مكة المكرمة وأقيم فيها لأيام عدة في شهر رمضان المبارك، فالعبادة هنا لا مثيل لها في ظل الخدمات الموجودة التي تصل إلى حد الرفاه، وتيسير التعبد على المسلمين، وحقيقة استغرب كل من يتحدث عن جهود المملكة في المسجد الحرام بالسلب، فهؤلاء من الناس إما أنهم لم يزوروا مكة المكرمة وإما أنهم جاحدون يبحثون عن الإساءة لمملكة الإنسانية لا أكثر.
وأضاف: «أنا لست ملزمًا لقول ذلك ولكنه الحق والإنسان المنصف لا بد أن يقوله ويصدح به، مثلما ما أن هناك من يتحدث بالباطل ولا يتوقف لسانه عن ذلك، وبالتالي علينا نحن من نزور هذا المكان أن نقول الحقيقة ونؤكد أن في مكة المكرمة خدمات قد لا تتوافر في أرقى بلاد العالم ففي المسجد الحرام عناية ومستوى من الراحة والنظافة والرفاه قد لا يتوافر في أي مكان من العالم».
أما المصري عنتر زين، فشدد على أن زيارة بيت الله الحرام في رمضان مختلفة جدًا وتغنيك عن السفر لأي بلد من بلدان العالم، وأكَّد أن الأجواء هناك تجعلك في جو عبادة وفي نفس الوقت تشعر أنك في رحلة سياحية ممتعة حيث لا تمل من البقاء هناك ولأيام طويلة وخصوصًا في رمضان تشعر أن الوقت يمضي بسرعة في رحاب مكة.
وأوضح مكة المكرمة تطورت بسرعة وهي هذا العام ليست كالعام الذي سبق هناك اختلاف كبير وبسرعة غير معقولة، وذلك كله عائد للعمل الكبير الذي يبذل من قبل الحكومات السعودية التي تتابعت في الإشراف على إعمار المسجد الحرام.