ترسم كالكتابة، وتكتب كالرسم.. لها من الخيال والإبداع وإتقان توظيف أدواتها ما استحقت به الفوز، ومنحها جائزة زايد للكتاب (فرع قصص الأطفال). فنانة وكاتبة وأديبة، لم نكن نعلم الكثير عنها، ليس قصورًا منا ومن بقية الزملاء في الصفحات التشكيلية، ولكنها هي من كانت تعمل دون ضجيج، وتبدع دون إبهار أو تزويق أو (مكيجة) إعلامية كما يتبعها بعض هواة الفن التشكيلي، وخصوصًا من التشكيليات.
لم يكن نشرنا لهذا الإبداع التشكيلي ناتجًا من مطلب أو طلب من الأديبة والفنانة نوف العصيمي، لكنها المصادفة التي أعادت تواصلي مع الإعلامي والزميل القديم الجديد عبد الله العصيمي. دار الحديث حول الفن التشكيلي لأصل معه لمعلومة، استقتها من بين ثنايا حديثه، أنه كان عائدًا من الإمارات بعد الاحتفاء بابن أخته نوف وما تمتلكه من قدرات أدبية وتشكيلية.
واليوم يسعدنا أن نقدم هذا البرعم المنتج والمثمر في شجرة عطاءات أبناء الوطن، ونعد بأننا سنسلط الضوء بشكل أكثر كشفًا لأبعاد الفنانة نوف، نتاج قلم وعطاء لون وفرشاة، في عدد قادم بإذن الله.
المشاهد للوحات الفنانة والأديبة نوف يجزم أنها قد ورثت أصالة التقنية اللونية في هذا الأسلوب من رواده الأوائل؛ فتتابع اللون ودرجاته وما يتبع ذلك من مراعاة للضوء والظل والحركة، ومعالجة علاقة الكتلة بالفراغ مع ما يعينه لشكل من معنى، تؤكد أن الفنانة الأديبة نوف قد أعدت لفنها التشكيلي حقه مع ما أعطت للقلم من مساحة بوحه؛ فأبدعت في الاثنين.