حبوت على ركبتيَّ أناغي شفاه الماء، تغمره يدي بلمسة حنان، وأصابعي تخط عليه أحرف الحرقة التي كاد أن يتبخر منها!
أجريت أقداحي على شفتيه حتى بللت له الصدى، ولفظت أنفاسي في شوق يتأجج..
آه.. إنني مجنون الهوى، ولولاك يا نشيد الوجدان ما أدركت المنى!
خذوا رسالتي الأخيرة إليها، وسلوا طيور النورس عن عذاب السهاد والأشواق..
فكم رافقتني على شطآن الحنين والذكريات، وكم شكوت إليها..
فأحفيتها يا نوارس الهيام سؤالاً، ولم تلق لي بالاً!
سألتها: من أكون؟!
وفي غنج أجابت:
سل هرمز، وسل المضيق، وسل الخصر الذي أشعل فيك فتيل الجنون..!
فأذابت قرص الشمس في بحر الجوى، وأمالت الكون إلى المغيب..
ولما رقت لحالي حملتها رسائلي مضخمة بجراح أثير الوجدان مملؤة رجاء:
حنانيك يا فتون.. بالله أجيبي من أكون؟!
ولم تجب، وكل الجواب سكون!
ما عاد يشغلني الجواب أخبروها:
طفلك المفتون قضى ساجدًا يلثم الهوى لهفةً في خنوع!.