عبدالعزيز بن سعود المتعب
الشعر الفصيح وصنوه الشعبي تجمع بينهما البلاغة الأدبية، وقبلها اللغة وأغراض الشعر المتعارف عليها، وكذلك الكثير من بحور الشعر الشعبي: «المسحوب، والهجيني، والهلالي، والمروبع، والصخري، والسامري». وهي مرتبطة بألحان معينة، بينما لبعض هذه البحور مسميات مختلفة في الشعر الفصيح تقع ضمن العروض والقافية مثل: «بحر الطويل، وبحر المديد، وبحر الوافر، وبحر الكامل، وبحر الهزج، وبحر الرجز، وبحر الرمل، وبحر المنسرح، وبحر المقتضب»، وغيرها.
وعلى مدى التاريخ كان للأدب الشعبي حضوره عند كبار الأدباء والمثقفين من رجال الفكر والأدب بشكل تفصيلي مثل الأديب د.طه حسين في كتابه (الحياة الأدبية في جزيرة العرب)، والعلامة ابن خلدون في مقدمته المعروفة.
وقد اختلفت مسميات الشعر، فمنهم من أسماه (الشعر البدوي) مثل د.أحمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود سابقاً، ومنهم من أسماه (الشعر الشعبي) مثل الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله، الذي رأى في الشعر الشعبي مزيّة على الشعر الفصيح بقوله: (وإن من يتذوق هذا الشعر بعد دراسة، ورياضة طبع.. يجده ذلك الشعر الفصيح بعينه، بل يمتاز عليه الشعر الشعبي بانطلاقة من بيئة عربي اليوم، من غير تجمُّل ولا تعمُّل، حيث ينطلق من الخباء، والمزرعة، والريف، والفلاة، والقرية، والمعسكر، أما شعرنا الفصيح اليوم فهو ابن المدرسة، أو المدينة المترفة، أو المجتمع المتحضر).
أما بعض الأصوات فقد أسمته (الشعر العامي)، بحسن نيةٍ في آن، وبسوء نية في آن آخر.