«الجزيرة» - وكالات:
يعود تاريخ الإسلام في الصين إلى الرحلات التجارية التي كانت ترد من إيران والجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي، ويبلغ عدد مسلمي الصين قرابة عشرين مليون مسلم، يتركزون في مقاطعتي «زينج يانج» و»نينج زيا»، وهي مناطق مستقلة تقع جنوب غرب الصين وفي وسط الصين. في مقاطعة «هينان» وحدها يوجد أكثر من 700000 مسلم. يتمكن الجميع من أداء الصلوات الخمس ومختلف شعائرهم الدينية، حيث يوجد أكثر من 34000 مسجد تنتشر في أرجاء البلاد بحسب مقولة إمام شين جوانجيوان رئيس (آي إيه سي) اتحاد مسلمي الصين.
ومن أقدم المساجد في بكين العاصمة، نجد مسجدي «نيوجيه» الذي بُني منذ ما يقرب من 1000 عام، ومسجد «دونجسي» الذي يعود تاريخ بنائه إلى 500 عام، وقد تم تجديدهما عدة مرات خلال 50 عامًا. وبحلول شهر رمضان يبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية، خاصة تلك التي ترتبط بالصيام وأخلاق الصائمين.
وكعادتهم في رمضان يصلي الصينيون التراويح ليرفعوا أصواتهم بالدعاء بعد انتهاء كل ركعتين: «يا مقلب القلوب والأبصار، يا خالق الليل والنهار، اللهم قوِّ إيماننا لنثبت على طريق الحق».
وكغيرها من الدول الإسلامية أو التي يتواجد بها عدد من المسلمين، فإن شهر رمضان يتميز عن غيره من سائر شهور السنة بالعديد من الأنشطة الدينية التي يمارسها الصينيون مثل تلاوة القرآن قبل صلاة التراويح والاحتفال بليلة القدر.
أما عن المسلمين أنفسهم فهم يتعايشون مع طائفة «الهان» أكبر محموعة عرقية في الصين، وفي المناسبات الدينية وخصوصًا الشهر الكريم يقدِّم هؤلاء المسلمون لجيرانهم من «الهان» أطعمتهم التقليدية، وفي نفس الوقت يعطي «الهان» بدورهم الهدايا لجيرانهم من المسلمين.
ويوجد في الصين أكثر من 988 مطعما ومتجرا للأطعمة الإسلامية. ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر في رمضان بين المسلمين في رمضان لحم الضأن المشوي، ويحرص المسلمون أيضًا على تبادل الحلوى والبلح والشاي.
وتتحدث «لي كيهي» مسلمة تبلغ من العمر 74 عامًا (مفوضة مجلس مقاطعة زوانوو): «في رمضان عادة ما أستيقظ في الرابعة صباحًا، وأذهب لصلاة الفجر في مسجد «نيوجيه»، وأحرص على أداء الصلوات الخمس في المسجد، ويتفهم زملائي الأمر جيدًا، فهم يقدمون لي يد العون عندما أنشغل في العمل اليومي؛ حتى أتمكن من اللحاق بالصلوات الخمس في المسجد».