«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الشباب هذا الطاقة. والثروة الثمينة. بات يعاني من الفراغ. والضياع داخل مجاهله والتلاشي فيه والاستسلام للمغريات التي تسرق منه وقته الثمين. ولكنه داخل بحيرة الفراغ قد يغرق.
وسط إغراءات مختلفة من رفقاء السوء.. الإجازة بدأت ولله الحمد ونجح في الامتحانات من نجح وأخفق من أخفق.. لكن بحيرة الفراغ الواسعة المتلاطمة الأمواج تستقبل كل الشباب الذي لم يحسن التفكير في وضع خطة أو برنامج يستغل فيه أيام الإجازة الطويلة نسبيًا هذا العام.. والمشكلة أن بحيرة الفراغ واسعة شاسعة بأمواجها ومدها الذي قد يصل إلى جميع فئات الشباب صغارًا وكبارًا.. لينقل لهم مرضًا سريعًا. ويصيبهم في مقتل. فإذا كان الفراغ مرعبًا ومخيفًا وبحيرته آسنة.
فهو مرعب أيضًا للآباء والأمهات وحتى المجتمع. وإذا كان فراغ الشباب يشكل ضياعًا لهم فهو أكثر بالنسبة للمكان وللناس وبينهم مرعبًا وقلقًا. كونه يؤثر على مراحل الشباب العمرية المختلفة.
في حالة عدم توظيف فراغهم فيما يفيدهم وينفعهم ومجتمعهم.. والأصعب هنا أن تضيع ذات الشاب وهو غارق في مستنقع بحيرة الفراغ...؟! حيث تزعزع كيانه مأساة من أشقى ما يلقى الشاب من المآسي الحياتية وأصعب ما يعترضه من تحديات ومعوقات تبعده عن جادة الصواب فهناك من تسبب في وفاة آخرين من خلال ممارسة التفحيط أو من تسبب في حدوث إعاقة للغير نتيجة لقيادته لسيارته بشكل متهور.؟!
كم هو مؤسف أن تجد عشرات الشباب وهم يتسكعون في الشوارع أو المجمعات والأسواق دون هدف ولا منطق بعبثية وعشوائية أوجدا بعض الشباب في حالة مؤسفة. إسراف في التجوال.
وضياع أوقاتهم من دون فائدة ولا عائد لهم.. نادر ما تجد أحدهم ممسكًا بكتاب أو صحيفة جالسًا يتصفحها ويقرأ ما فيها من كتابات أو موضوعات.
تمشية.. وتسكع ودوران في المولات من زاوية ومكان إلى آخر الغاية بسيطة والهدف واحد والنتيجة ضياع الوقت.
وفراغ نفسي والابتعاد عن الجدية والعمل النافع وانحراف عن الهدف الحياتي لكل شاب مفعم بالصحة والعافية.
والمتمثل في الجد والاجتهاد من أجل التطلعات السامية في سبيل تحقيق (الرؤية السعودية 2030) ومن أجل مستقبل أفضل له ولكافة شباب الوطن.. ولا شك أن ما نراه من سلبية وفراغ لدى الكثير من شبابنا هو نتيجة طبيعية وحتمية للفراغ النفسي والإفلاس الأسري والتربية المشوهة ثلاث قواعد تعمل معًا فتؤدي إلى ضياع الشباب وربما الانحراف أو الانخراط في جماعات ضالة وفئات معادية للون..؟!، حياة الشاب تصبح بلا معنى أن احتوت على سطحيات الأمور أو تألفت كما عند البعض من مجموعة أحداث وأعمال بسيطة تافهة وفارغة لذا قيل الحياة مرآة لصاحبها.
وكل إناء ينضح بما فيه.. لذا كم هو جميل ورائع أن يبتعد شبابنا خلال هذه الإجازة عن بحيرة الفراغ. ويتجهون إلى الكشف عن هواياتهم وقدراتهم الدفينة داخل أنفسهم فهذا أفضل لهم ولمجتمعهم.؟