إن استضافة وتنظيم المملكة العربية السعودية للمؤتمر التجاري الإسلامي الخامس عشر في الرياض يؤكد دائمًا أن المملكة تهتم بامتدادها ومحيطها الإسلامي والعربي وقد رأينا ذلك جليًا في رؤية المملكة 2030 بأن محورها الأول يتعلق بالاهتمام بالبعدين العربي والإسلامي، وقد شاهدنا في الآونة الأخيرة تشكيل عدة مجالس تنسيقية سعودية مع عدد من الدول العربية والإسلامية منها: الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وتركيا، كما رأينا التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة والدور العسكري الكبير الذي قام به في إعادة الحكومة اليمنية الشرعية إلى عدن، والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بقيادة المملكة ويضم 39 دولة إسلامية.
إن هذا المعرض التجاري الإسلامي يأتي في ظل مرحلة مهمة ودقيقة تشهدها عدد من الدول الإسلامية، وفي ظل تحالفات كبرى تقودها المملكة العربية السعودية، فضلاً عن مضاعفة التجارة البينية الإسلامية مما يدعو للتفاؤل والأمل فقد رأينا أن التجارة الإسلامية البينية قد ارتفعت بنسبة 223 في المائة خلال السنوات العشر الماضية حيث بلغت 878 مليار دولار في 2015 مقابل 271.45 مليار دولار عام 2005، وقد جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة من حجم هذه التجارة مع الدول الإسلامية بما يقدر 74.3 مليار دولار تمثل 9.3 في المائة من إجمالي حجم التجارة البينية الإسلامية.
إن هذه الأرقام الضخمة تؤكد أن السوق الإسلامية واعدة وأنها سوق ضخم في كافة المجالات، وأن المملكة لديها فرصة كبيرة للوصول إلى المرتبة الأولى من حيث التجارة الإسلامية في ظل ما تمتلكه المملكة من إمكانات اقتصادية ضخمة كونها ضمن أكبر 20 اقتصادًا على مستوى العالم ووجود رؤية مستقبلية واضحة المعالم 2030 طرحها مؤخرًا سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، فضلاً عن الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في كافة أنحاء العالم، وتوجه المملكة لمضاعفة المعتمرين إلى 15 مليون معتمر عام 2020، وإننا في شركة جبل عمر نسعى إلى تطوير الأداء والتوسع بما يتوافق مع رؤية المملكة لتقديم خدمات متميزة للزوار والمعتمرين في مكة المكرمة، كما أن الدول الإسلامية تستطيع أن تزيد من تجارتها البينية وتضاعفها مثلما نجحت في العقد الماضي وأن هذا المعرض الذي يضم أكثر من 30 دولة إسلامية سيكون قادرًا على تحريك معدلات التجارة والاستثمار بين الدول الإسلامية بعضها البعض وبخاصة مع دولة كبيرة في حجم المملكة العربية السعودية.
إن رعايتنا واهتمامنا بمثل هذا الحدث تأتي في إطار الاهتمام بالأحداث التي لها أبعاد وطنية وتنعكس بالإيجاب على المملكة وشعبها، فقد أيقنا منذ البداية أن هذا الحدث مهم وله نتائج إيجابية كبرى على اقتصادنا الوطني.
نأمل من شركاتنا الوطنية والمستثمرين وقطاع الأعمال في المملكة أن يستثمروا هذا الحدث الكبير ويصبح بمنزلة فرصة لنفاذ المنتجات والسلع السعودية إلى الدول الإسلامية وأن تصبح المملكة الأولى من حيث حجم التجارة والاستثمار في العالم الإسلامي.