«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
دكا عاصمة بنغلادش الإسلامية تنعم بين أحضان الطبيعة الخلابة ومياه نهر «بورهي الجانج» الرقراقة والغيوم مختلفة الألوان.
تنافسها ألوان مواطنيها رجال ونساء، لتشكل الألوان في شوارعها علامة مميزة مع الزحام الذي يكاد يخنق سكانها وزوارها وحتى السيّاح الذين يترددون عليها خصوصاً السيّاح الغربيين الذين يعشقونها لأسباب مختلفة من أهمها رخص تكلفة السياحة والإقامة في فنادقها اوشققها المفروشة المتناثرة داخل نطاق المدينة أو في الضواحي.. دكا وكما تشير اليها كتب التاريخ هي مدينة قديمة يعود تاريخها إلى حوالي 1000 سنة ميلادية وازدهرت عاصمة البنغال تحت حكم المغول 1608- 1704. وكانت بعد ذلك دكا تحت الحكم البريطاني في أواخر القرن 18.. وأصبحت عاصمة إقليم شرق باكستان.
وفي عام 1971م عندما فازت بنغلادش بالاستقلال عن باكستان، باتت «دكا « العاصمة السياسية والاقتصادية. وعندما تتجول في هذه المدينة التي يسكنها أكثر من 13 مليون، يضاف إلى ذلك مئات الآلاف الذي يفدون إليها من المدن والقرى الأخرى.. للدراسة في جامعاتها ومعاهدها العلمية والصناعية وأيضاً للبحث عن فرصة عمل أو عرض منتجاتهم الزراعية من فاكهة أو أرز وجوت أو قطن وكل ما تنتجه وتجود به أرض بنغلادش الخصبة والوفيرة بالمياه.. مئات الآلاف من أبناء هذه المدينة وغيرهم ينتظرونك في مطارها الذي يكاد يغص بما فيه من مسافرين وعائدين وحول أسواره.
يكاد كل واحد منهم يرمي نفسه عليك مترجياً بأن تمنحه فيزا عمل.. وفي المدينة تنتشر الأسواق والمحلات والحوانيت التي تعرض مختلف المنتجات البنغلاديشية والقليل من المنتجات المستوردة والتي أسعارها ليست في متناول الجميع إلا لمن أنعم الله عليه بالمال الوفير.
وتمتاز دكا بوجود عشرات الجوامع والمساجد؛ فيها كمسجد القباب. وجامع المكرم الوطني ومسجد ستار ومسجد دالان.. والعديد من الجوامع والمساجد الأخرى.. والشيء الذي قد يجهله البعض أن اليد العاملة والرخيصة في بنغلادش دفعت بمئات المصانع والشركات الكبرى في العالم خصوصاً الأوروبية والأمريكية للتوجه إليها وإنشاء مصانع وورش لإنتاج منتجاتها المختلفة من ملابس وفساتين وتنانير وبلوزات وقمصان والتي ربما لا يصدق أحد أنها من عمل أبناء دكا البسطاء رجال ونساء.. وجميعنا يذكر كارثة انهيار مبنى مصنع «رانا بلازا» في بنغلاديش عام 2003م والذي نتج عنه مقتل 1130 شخص أغلبهم نساء.
دكا.. هذه العاصمة الإسلامية تمد يدها مفتوحة كمواطنيها الباحثين عن فرصة عمل، أو حتى الاستثمار فيها.. بدلاً من استثمار واستغلال الغرب لها.. سؤال نطرحه لأمة العرب؟!.