«الجزيرة» - المحليات:
أكد أمين عام مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الأستاذ فيصل بن معمر على هامش قمة المؤتمر الدولي للأعمال الإنسانية بإسطنبول في مايو الماضي: أهمية إشراك المنظمات والقيادات الدينية وإدماجها في نشاط الأعمال الإنسانية لمعالجة الأزمات التي يواجهها العالم.
وتحدث ابن معمر في جلسة عقدت خصيصاً لمناقشة دور المنظمات والقيادات الدينية في الأعمال الإنسانية بعنوان «المساهمة الدينية: مساهمات المجتمعات الدينية لإنسانيتنا المشتركة»، شارك فيها ما يزيد على مائتين من ممثلي المنظمات والقيادات الدينية، مؤكداً على: دور المنظمات والقيادات الدينية كجهات مستفيدة ومفيدة في مجال العمل الإنساني وضرورة الاستجابة العالمية والوطنية والمحلية، لجهودها في بناء السلام والتعايش على المدى الطويل.
وأضاف معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تلك الجلسة: أن المنهج الذي يستند على القيم الأخلاقية في الاستجابة لمعالجة الأزمات البشرية سيكون مفيداً ومحفزاً للكثيرين في الانضمام إلى جهود العمل الإنساني.. حيث أكد معاليه أن كل التعاليم الدينية تحث على قدسية الحياة البشرية وأن إنقاذ الأرواح وتحسين الحالة الإنسانية لهي من القيم الأساسية في جميع الأديان.
كما أن الدعوة لمد يد العون للفقراء والمحتاجين هي قيمة دينية محورية؛ وأضاف قائلاً: في كل الأزمات التي تنشأ نتيجة للصراع بين الجماعات الدينية، يكون الحوار بين أتباع الأديان هو الضمانة المحققة للتفاهم والمقضية إلى الأمن وبذلك تتعزز الحريات بين الجميع في دعم الجهود التنمية والإغاثة.
وفيما يخص دور المؤسسات الدينية في تعزيز استمرارية الجهود الإغاثية الإنسانية على المدى الطويل، أشار الأمين العام إلى أنه بإمكان القيادات الدينية وأتباع الأديان، الذين يعملون على تعزيز الحوار فيما بينهم أن يكونوا قدوة إيجابية لمجتمعاتهم، بتوضيح فوائد العمل الجماعي، إلى جانب دورهم في دعم التنوع داخل مجتمعاتهم.. ويمكن الإشارة إلى الكثير من الأمثلة على الجهود الموجهة للمناطق التي تعاني من صراعات طائفية، بما تقدمه من دعم للعمل الإغاثي الذي يساعد على منع تلك الصراعات من العودة إلى السطح.
واستشهد معاليه بالوضع في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا حيث يعمل مركز الملك عبدالله العالمي للحوار مع القيادات الدينية المختلفة التي لها علاقة بإيجاد حلول للمشكلات القائمة بسبب التطرف والكراهية، وذلك عبر توفير المركز منصات حوارية منحتهم الفرصة للعمل سويةً بهدف تطوير البرامج والمشاريع التي تعود بالنفع على مجتمعاتهم.
وقد أستطاع مركز الملك عبدالله العالمي للحوار أن يعمل كطرف محايد يسعى إلى تيسير تواصل الجماعات الإسلامية والكاثوليكية والإنجيلية في جمهورية إفريقيا الوسطى بهدف إيجاد سبل تحقيق السلام المستدام في تلك البلاد. في الختام، وجه الأمين العام فيصل بن معمر دعوته للمشاركين إلى: أن يتم دمج الحوار بين أتباع الأديان في تطوير أجندة العمل الإنساني على المستوى العالمي.. حيث قال معاليه: أناشد كل الدول، والمنظمات بين الحكومية، والمجتمع المدني لبذل جهود متضافرة ليس لمجرد ادراج المنظمات الدينية في خططهم الإستراتيجية للعمل الإنساني والاستجابة للأزمات فحسب، بل أيضاً لتقدير، ومعرفة قيمة الحوار بين أتباع الأديان في هذا التعاون.