الثقافية - محمد المرزوقي:
الألوان لغة «نافذة» إلى الوجدان دونما حاجة إلى مترجم، فمن المعاني التي يبعثها اللون (الأصفر): السعادة، البهجة، الإيجابية، التفاؤل، المرح.. أما اللون (الأزرق الفاتح) التفهم، النعومة، المرح، الأمل، الهدوء، الحرية، الانتعاش، فيما يوحي اللون (الأحمر) بالإثارة، الشغف، الطاقة، الحب.. بينما يحمل اللون (البرتقالي) عدة معان منها: الحماس، النظارة، المرح، الحيوية، السرور.
أما اللون (الأخضر) فيرمز للانسجام، الطبيعة، التجدد، الأمل، بينما يوحي اللون (الأسود) بالسرية، الغموض، الفخامة، الحزن، الجدية، أما (البنفسجي) فيرمز إلى الأناقة، الفخامة، النضج، الروحانية، الاستقرار، فيما يشعرك (الوردي) باللطف، الأنوثة، الرقة، النعومة، الرومانسية، الأمر الذي يجعل من استثمار الألوان على أغلفة الكتب، وفقا لمعطياتها الإيحائية، وقدرتها «الاتصالية» في جذب العين إليها.
كما يأتي «الخط» المستخدم على غلاف الكتاب، على درجة من الأهمية إلى جانب لغة اللون وإيحاءاته، إذ أن لكل نوع من أنواع الخطوط ما يميزه عن غيره من حيث الرقة، أو القوة، أو درجة جماليته من خلال طريقة رسم الحرف، إلى جانب حجم الخط، الذي يؤدي دورا رئيسا ضمن عناصر تصميم الغلاف الأخرى، ورغم ما وفرته التقنية من أنواع الخطوط، وإدخال التأثيرات المختلفة عليها، إلا أن بعض أنواع الخطوط غير الجاذبة، أو حجم الخط المستخدم في العناوين رئيسة.. أو فرعية، إلى جانب حجم الخط مقارنة بحجم الغلاف، وعدد الكلمات وتوزيع عناصر الغلاف، ما تزال متباينة على أغلفة الكتب، الأمر الذي يجعل من الغلاف غير جذبا مما يصرف النظر، ومن ثم الأيدي عنه بوجه عام.
أما «العنوان» فمن البدهي أن يكون مباشرا، موجزا، واصفا نوعية المحتوى، في المؤلفات البحثية والنقدية وغيرها من مؤلفات المعارف العامة، إذ أن العنوان في هذا النوع من المؤلفات بمثابة (المرآة) إلا أن عناوين المؤلفات (الإبداعية) تعكس فوارق كبيرة يتضح فيها مدى وعي المؤلف والناشر باختيار عنوان يجمع الجدة، والإيحاء، والعمق، والتساؤل، والدهشة، ويمتد في علاقة عميقة مع بقية عناصر تصميم الغلاف.
كما أن المتأمل في أغلب ما تدفع به دور النشر المحلية، إلى أيدي القراء، بأنها تلتقي في وضع لوحة تشكيلية كيفما اتفق، دون الاكتراث بما تحمله اللوحة من لغة، وما تشكله موضوعيا، من أفكار وقضايا، بينما فضل شريحة أخرى تصاميم متواضعة – أيضا – فيما درجت أغلفة على الغلاف (الأبيض) بوصفه لون السلام والمحبة، ويعبر عن النقاء والصفاء والعقلانية والاتزان، والحيوية. وفيما يؤكد أكاديميون، وتشكيليون، وباحثون، أهمية الفصل بين غلاف الكتاب ومحتواه، إذ كشفت نتائج دراسة للدكتورة: وسمية بنت محمد العشيوي، أستاذ التصميم المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، خلال دراستها لـ «البعد السيكولوجي في التايبوجرافي في عنوان الكتاب» بوصفه أحد أنواع الفنون القائمة على الفكر التنظيمي للحروف لإيصال الرسالة الاتصالية، بما يعرف بفن تشكيل الحروف، أن 76% من القراء المستطلعة آرائهم، اقتنوا كتباً لأن تصميم الغلاف جاذب، دون الالتفات – مبدئيا - إلى المحتوى. وعن البعد السيكولوجي في البناء التصميمي لعنوان الكتاب، قالت العشيوي: إن التنظيم البنائي لكتابة العنوان من حيث: الحجم، والمسافة، واللون، والوضع (أفقي، رأسي، مائل) وتصنيف الخط (مستقيم، منحني) ونوع الخط.. يقدم شعوراً يصل القارئ، وهو متفاوت، فقد يكون: فرحا، حزنا، انطلاقة، انكسارا، ثباتا، حدة، انطوائية، احتواء، ترددا، تشتتا، شموخا، نماء، نهاية، وذلك بحسب الرسالة التي نريد من خلال هذا البعد إيصالها.