الثقافية - الرياض:
صدر عن كرسي الدكتور عبدالعزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود ثلاثة كتب حديثة ضمن سلسلة إصداراته اللغوية والأدبية التي تجاوزت الثلاثين كتابًا، كان أولها كتاب «السرد ووظائفه في النثر الأندلسي» للدكتورة حصة بنت عبدالله بن عدوان، عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود، حاولت الباحثة من خلاله الإجابة على السؤال الآتي: ما الذي يميّز السرد عن غيره من أجناس الخطاب وما السبب الذي يجعل المؤلف يختاره دون غيره من أساليب الخطاب لعرض أفكاره وطرح آرائه؟ وقد اتخذت الباحثة من ثلاث رسائل أندلسية ميدانًا للبحث، هي: التوابع والزوابع، وطوق الحمامة، وحي بن يقظان. وخُتمت الدراسة بعدة نتائج توصلت إليها الباحثة منها أن الخطاب في هذه الأعمال الثلاثة يهدف إلى الإقناع، وفي السرد وسيلة للإصغاء والتفاعل، ومنها أن السرد يعطي حريّة نسبية للسارد ويسمح له بالتعريض أو الحديث عن المحظور دون أدنى مسؤولية ... إلى غير ذلك من النتائج التي سيجدها القارئ في خاتمة الكتاب.
أما الثاني فهو كتاب «جواهر الكلم وفرائد الحكم» المنسوب لعلي بن عبيدة الريحاني (ت 219هـ) بتحقيق الأستاذ الدكتور / عبدالله الرشيد، أستاذ الأدب والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. يقول المحقق واصفًا الكتاب: «هو سياحة في جواهرَ من كَلِم البُلغاء والنُّبَغاء، جمعتْ فرائدَ من حكَم وأقوال نثرية، رأى فيها المصنّف ما يغني العقل والشعور، ويهذِّب الطبائع والشمائل، ويصرفُ النفسَ إلى تطلّب معالي الأمور، جِيء بها منسوقةً على ترتيب (الألفباء)، فكانت على هذا النمط من الانتقاء والترتيب نسيجَ وحدها شمولاً وعمقًا».
والثالث كتاب «الغربة والحنين إلى الديار في شعر صدر الإسلام والدولة الأموية» للأستاذ الدكتور عبدالمنعم الرجبي، أستاذ الأدب القديم في جامعة الخليل. عالج الكتاب إنكار بعض الدارسين لغرض أصيل –في زعمه- وظاهرة شعرية موغلة في القدم تمثل مجالاً فنيًّا بعيدًا عن التقليد والمحاكاة، لما يعتريه من صدق وما يحمل من مشاعر إنسانية يصعب تصويرها لمن لم يصطل بنارها، وهي حب الوطن ومكان المنشأ الأول. وقد جاء الرد على هذه الشبهة موضوعيًّا من خلال استنطاق النصوص وتأصيل الظاهرة بدراسة بواعثها ومثيراتها واتجاهاتها.
وكرسي المانع بدوره يهدي هذه الإصدارات المحكّمة للمكتبة العربية ويضعها بين أيدي الباحثين والنقاد آملاً أن يجدوا فيها ما يأملون من الفائدة.