أتى.. وهو مُلتَحِفٌ
ٌمرارةَ حُزْنِهِ!
وتحت عباءةِ جدْبهِ
ِضِحْكُ سِنِّهِ!
أتى.. وهو ممتَقِعٌ
ٌبلون جروحِهِ
وفي دمِهِ تجري الرياحُ
ُورُكْنِهِ! يلوحُ
بعينيه الرَّدَى
فكأنَّما وميضٌ سَرَى
من خافقيْهِ ِوعيْنِهِ !
ويجري إليه
وجْهُ كلِّ مدينةٍ
لأنَّ خُزامى
المِسْكِ تجري
برُدْنِهِ! تُزغرد ُفي دمِه
ِ(البسوسُ)
وعبْلةٌ لفرطِ
شجاعتِهِ ومحْتِدِ
شَجْنِهِ!
ويُضفي عليه النسرُ
فرْطَ شموخِهِ
بياضُ َجناحيْهِ
وليس كضغْنِهِ!
تَألَّقُ في عينيهِ
كلُّ عَلِيَّةٍ
وتُشرقُ ُفي خدّيْهِ
ِسمرةُ لونِهِ!
يُغطي تجاعيدَ الشقاءِ
لثامُهُ بطورٍ وطوراً
ينجلي حُسْنُ غُضْنِهِ!
غبارُ معاركِهِ
يشاكسُ شَعرَه
وشيبٌ ٌ يصيحُ
الصبحُ فيهِ بذَقْنِهِ!
يسوقُ قطيعَ الليلِ
من تحت جُنْحِهِ
ويوقفُهُ صوتُ الرَّبَابِ
ِبفَنِّهِ! ويلفحُهُ
حَرُّ الشموسِ
ِعلى المَدَى
وتصفعُه الأرياحُ
ُفي ليلِ دجْنِه!
تلوَّنت الصحراءُ
في كفِّ حُلْمِهِ
فأينعَ هذا الجدْبُ
ُأخضرَ غُصْنِهِ!
على جفْنهِ تخْضَرُّ
سبعُ سنابلٍ
وفي كلّ سنبلةٍ
حكايا لجفْنِه!
يُسابقُ عَسْفَ البِيْدِ
والليلِ والرَّدى
ويجهشُ (للتوباد)
ثورةَ لحْنِهِ! يرتِّبُ
ُأوراقَ السخاءِ بليْلِهِ
فتتلو علينا البدءَ
عُكَّةُ دُهْنِهِ! يلفُّ عباءتَه
على العزْمِ والسخا..
فقُلْ لي بربِّك:
مَنْ
يكونُ
كشأنِهِ ؟!
- مطلق العتيبي