من فرط الاتساع المعرفي الهائل ، الذي يتمدد بمقياس كل فيمتو ثانية صغيرة جدا ، أصبح رمي حروف عشوائية في الهواء وربطها بشكل عشوائي لأجل تكوين كلمات عشوائية ، قد تظن أنها بلا دلالة ولا معنى للوهلة الأولى؛ لكنك ستجد بأن لتلك الكلمات التي شكلتها بطريقة عشوائية لها معنى في كهف (الوجود) ودلالة في المعرفة الإنسانية الواسعة ، ذات مساء أغمضت عيني وشكلت كلمات عشوائية بإبهامي الأيمن في هاتفي «الآيفون» فشكلتُ الكلمات التالية بطريقة عشوائية:
1 - أبليل.
2 - ليسقا.
3 - لسشان.
4 - هيسلت.
5 - حيليتس.
6 - جتبيل.
بعيد تشكيلها بطريقة عشوائية ، أمعنت النظر فيها ، كنتُ أظنّ بأنها بلا معنى أو دلالة في كهف (الوجود)؛ لكن لها دلالتها في المعرفة الإنسانية الواسعة ، فدونك تلك الدلالات:
أبليل: هو الاسم الأخير للفنان الموسيقي (ليا أج أبليل) الذي ينتمي لفرقة « تيناريون» الأمازيغية ، و فاز ألبومهم بجائزة غرامي لأفضل ألبوم في العالم عام 2012م ، و اسم عائلة (أبليل) ذائع في الأمازيغية ويوجد منهم في موريتانيا.
ليسقا: مدينة تقع في النرويج ، لها إرث تاريخي - وكل شبر من هذا الكون له إرث تاريخي - فيها ولد الروائي و الشاعر النرويجي كريستين برام الذي يعد من أعلام ورواد الأدب النرويجي ، و هي تقع ضمن مقاطعة أوبلاند.
لسشان: اسم لطاه و فنان كندي من أصول صينية ، يقطن في مدينة فكتوريا بكندا ؛ بالرغم من شلل ذراعه اليسرى؛ إلا إنه يبهرك بلوحاته المتقنة التي يحيكها بإبرة الخياطة باستخدام الخيوط النسيجية.
هيسلت: اسم فندق يقع في مدينة نيبورج الدنماركية.
حيليتس: اسم عبري لقرية زراعية قريبة من مدينة سديروت تقع في جنوب دولة الكيان الصهيوني.
جتبيل: موقع إلكتروني فرنسي لعمل البريد الالكتروني المؤقت !
لذا أعتقد أن تكوين كلمات عشوائية من حروف عشوائية رُميت في الهواء لا تخلو - بنسبة 99?% - من حالات ثلاث:
الحالة الأولى:
أن لها دلالة مباشرة ومعنى واضح و(أصيل) في اللغة المعجمية التي تنتمي إليها حروف تلك اللغة وهذه تكون نادرة.
الحالة الثانية:
أن لها دلالة في كهف (الوجود) ، يكون أصلها الجذريّ في لغات أخرى - كما نرى في الأمثلة أعلاه ، إذ أنّ جذور دلالتها و تكوينها الأصيل في اللغات التالية : «الأمازيغية ، النرويجية ، الصينية ، الدنماركية ، العبرية ، الفرنسية» و يكون علاقتها بالحروف التي تكونت - عشوائيا - من خلال علاقة دلالية وجودية وهذه غالبا ما تكون.
الحالة الثالثة:
بمجرد تكوينها عشوائيا ، فهذا يعني ولادتها/وجودها وهي في ظني لا تخلو من حالات ثلاث:
أ-أن لها دلالة و معنى أصيل في لغة قديمة اندثرت ب- أن ستكون دلالة للغة مبتكرة في المستقبل.
ج- أنها ستكون تركيبا جديدا لأجل وصف و تدليل وجودي على شيء جديد في في أي لغة من اللغات الحية مثل: العربية ، الإنجليزية ، الفرنسية ، الإيطالية ، الأمازيغية ، اليابانية ، البرتغالية ، الألمانية... الخ
- حمد الدريهم