* هل يجوز لمن توفي والداه على الكفر والضلال جهلاً أن يدعو بهذا الدعاء: (أستغفر الله لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات) أي: أن أستغفر لوالدي؟
- من مات على الكفر وتحقق ذلك منه لا يجوز أن يُستغفر له كما قال -جل وعلا-: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113]، وقال الله -جل وعلا- مخاطبًا نبيه -عليه الصلاة والسلام-: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]، فهذا أمر محسوم ليس بقابل للغفران مادام مات على الكفر، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48]، فمن تُحققت وفاته على الكفر فإنه لا يجوز أن يستغفر له ولا أن يُدعى له.
* * *
السرقة من المتوفى
* أنا امرأة وقد أخذت من فلوس جدي ألف ريال وذلك بدون علمه، ثم توفى جدي بعد أشهر، فماذا علي حيث إني دائمًا ما أحس بتأنيب الضمير؟
- عليكِ أن تردي هذا الألف إلى ورثة جدكِ فإنه من تركته، فعليك أن ترديه وبعد ذلك تبرئي من العهدة مع التوبة والاستغفار؛ لأن أخذ مال المرء من غير إذنه ومن غير رضًا منه لا يجوز، لكن مع ذلك الآن ما بقي إلا الندم والاستغفار، وهي تقول: (إنها دائمًا تحس بتأنيب الضمير)، هذا هو الندم، فعليها أن ترد هذا الألف إلى ورثة جدها.
- يجيب عنها/ معالي الشيخ الدكتور: عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء