يُحكى أنه وفي وقتٍ من الأوقات، كان هناك قبطانٌ لسفينةٍ بحريةٍ برتبة (أدميرال)، وكانت السفينة تمشي ليلاً في وسط البحر حين أبصرَ الملاحظ المتواجد على جسرِ السفينة ضوءاً بعيداً يُشاهد أمام السفينة مباشرةً.
أبلغَ الملاحظُ قبطان السفينة بوجود الضوء أمامهم فسأله القبطان: « أهو ثابتٌ أم يتحرك مبتعداً عن السفينة؟؟».. فجاءته الإجابة بأنه ثابت.
أدرك القبطان أن سفينته تمشي باتجاه خطّ الاصطدام المباشر مع ذلك الشيء الذي يصدر منه الضوء وخمّن أنها قطعةٌ بحريةٌ واقفةٌ في عرض البحر، أو قارب صيدٍ.
أمر القبطان بإرسالِ إشارةٍ إلى تلك (السفينة) مفادها...»نحن في مسار الاصطدام بكم..نقترح أن تتحركوا مبتعدين بمقدار (20 درجة) «
فجاء الرد: «بل مِن الأفضل لكم أن تغيّروا أنتم خطّ سيركم بمقدار (20 درجة) «
غضب القبطان وأمر بإرسال إشارةٍ أخرى لهم مفادها: « أنا قبطان، وآمركم أن تغيّروا مساركم (20 درجة)».
فجاء الرد سريعاً: «وأنا بحّار من الدرجة الثانية، ونصيحتي لكم أن تغيروا مساركم حالاً (20 درجة)
استشاط القبطان غضباً وصرخ قائلاً: «أرسل لهم إشارة تقول... أنا الأدميرال (فلان الفلاني) قائد السفينة البحرية (....).. لن أغيّر مساري، وآمركم أنتم أن تغيّروا مساركم حالاً (20 درجة)»
فجاءه الرد بشكل مذهل.....
«وأنا بحّارٌ مسؤولٌ عن المنارةِ البحرية رقم (...) وستصطدمون بنا إذا لم تغيّروا مساركم أنتم».
عندها غيّر (الأدميرال) خطّ سير السفينة البحرية.... وساد صمتٌ مطبق أرجاء السفينة.. باستثناء ضحكات داخلية صامتة لأفراد الطاقم المتواجد على متنها.
ليس رأينا صائباً في كل أمر، وفي كل ظرف... ولكنها الحكمة والتعقّل وبُعد النظر وعدم تزمُّتنا ببعض آرائنا.. كل تلك الأمور هي التي تقودنا نحو التصرّف الأصوب والأمثل في حياتنا.