«الجزيرة» - أحمد السليس:
ارتفع منسوب التنافس في السنوات الأخيرة بين الفنادق بمطاعمها وردهاتها وبين المطاعم الكبرى المستقلة والمشهورة لجذب الصائمين إما لتناول الإفطار وفق أصناف مميزة أو لتناول السحور وفق فعاليات فريدة يكون التنافس حيالها على أشده.
وهذا التسابق للجذب وخلال مدة لا تتجاوز «30» يوماً وليلة وهي عدد أيام شهر رمضان المبارك بما يحمل من روحانية وصفاء، لا يقتصر على دولة دون أخرى بل إن غالبية الدول حتى غير الإسلامية تدخل في مضمار التنافس خلال هذا الشهر، حيث تستهدف فنادقها ومطاعمها الجاليات المسلمة هناك.
فغالباً تنصب الخيم الرمضانية الكبيرة لاستيعاب أكبر عدد من الناس، بالإضافة إلى تزيين الحدائق بالإنارات المشهور بها شهر رمضان كتقليد يتجدد مع حلول هذا الشهر، في حين تقوم بعض الفنادق والمطاعم بوضع شاشات كبرى في الساحات الخاصة بها أو إيجاد أكثر من شاشة تلفزيونية داخل الكبائن المنتشرة في المطعم أو في الحدائق الخارجية أو الأماكن الأخرى المخصصة لذلك. كما أن هناك دعوات لشخصيات مشهورة لتناول إفطار أو سحور والإعلان عن ذلك لجذب المزيد من الزائرين لهذا الفندق أو ذاك المطعم، فيما تتوفر برامج خاصة تتحفظ عليها كل جهة حتى بدء الشهر الكريم لتكون هي عامل الجذب للزائرين لديها.
أمر التنافس لم يعد يقتصر على بلد بعينه بل مختلف الدول الإسلامية تعمل على إطلاق حملات لجذب مسلمين في دول أخرى لقضاء الإجازات لديها خلال فترة شهر رمضان المبارك، وباتت هناك فعاليات وخيارات متنوعة ترسم لهذا الشهر تتجدد موسمياً ما جعل ذلك شكلاً من أشكال الجذب السياحي لبعض البلدان.
يقول يوسف سعد، وهو مختص في سوق السياحة والسفر أن شهر رمضان المبارك يعد فترة مهمة لتحريك السياحة والنشاط الترفيهي المسائي تحديداً وذلك لأن فترة النهار تصاب بالركود نتيجة الصيام وتجنب الناس الحركة والنشاط الزائد خشيت التأثير على الصوم، وكذلك لأن خلال فترة رمضان تكون درجات الحرارة مرتفعة، مما يجعل الحركة والنشاط في المساء أكثر وأكبر وخلال ساعات قليلة قبل الإمساك مع آذان الفجر.
وأضاف: « تعج الفنادق تحديداً بالخيم الرمضانية المميزة والتي تختلف أشكالها ومساحاتها من مكان إلى آخر وتقام الكثير من المناسبات داخل هذه الخيم وهذا بات شكلاً من أشكال الدخل السياحي الذي تتنافس عليه دول عدة».
من جهتها أكدت نيرمين عبد الله، مديرة علاقات عامة بإحدى شركات الفنادق أنهم يعملون على تجهيز برنامج مكثف لشهر رمضان المبارك، وأوضحت أن هذا الشهر لا يمكن أن يكون مثل بقيت الأيام، إذ لا بد من عمل دقيق مناسب لروحانية هذا الشهر ويكون مرضٍ للناس أكانوا على مستوى عائلات أو أفراد، كما أن الأمر لا ينتهي عند نزلاء الفنادق بل أن الزيارات خلال فترات الإفطار والسحور هي الأكثر كثافة وخصوصاً حين يتوفر في الفندق خيمة رمضانية لما لذلك من معاني تحديداً لدى الخليجيين. وقالت: «الخيم الرمضانية مهمة للغاية وكلما أختير لها مكان مميز وتوفر بداخلها أكل شهي بأصناف متعدده كلما كان الإقبال عليها كبيراً وأعطاها سمعة كبيرة ما يجعل التحدي أكبر للاستمرار كل عام وبصورة أفضل».
وأبانت أن ليالي رمضان تختلف من بلد إلى آخر، مشيرة إلى وجود تنافس محموم تجاه خلق برامج وطرح أفكار جديدة من قبل صناع السياحة في البلدان المعنية بالشهر الكريم لجذب أكبر عدد من السياح للصيام في هذه البلدان. وأوضحت أنه في السابق لم تكن موجودة هذه الثقافة القائلة بأن شهر رمضان بالإمكان أن يكون فرصة لجذب سياح جدد عبر الفعاليات المميزة التي تقام وتكون ملائمة للشهر الكريم، مشددة على أن التركيز في الغالب يكون على الأسر لكون هذا الشهر ذي معنى كبير في جمع الأسر ويكون ذلك أفضل حينما يأتي في جو إجازة وترفيه وتحديداً لمن هم على ارتباط بالدراسة ومن يسعون لاستغلال أيام الإجازة قبل أن تداهم العودة لمقاعد الدراسة.
من جهته يقول يزيد النعيمي، وفي دردشة معه على أحد مواقع التواصل: كنت في السابق أعتقد صعوبة السفر في شهر رمضان خشية أن لا أجد مكاناً يلائم للصائم، ولكن في رمضان الماضي حل الشهر الكريم وأنا في تركيا وقضيت أسبوعا كان المتبقي من الإجازة وكان أجمل مما سبقه من أيام، فقد كانت الأجواء مختلفة وهناك مظاهر للشهر الكريم في كل مكان وتحديداً في المساء تجد حركة غير معتادة في أماكن عدة. وأضاف: «بصراحة رمضان لديهم مختلف كثيراً تشعر بحيوية المساء حين تغرب الشمس والناس محكومة تصرفاتهم بروحانية هذا الشهر».
أما نادر الشلوي، فيؤكد أنه قضى أياما من رمضان الماضي في القاهرة ثم في دبي وسافر إلى مكة المكرمة ثم عاد إلى دبي، ويشدد على أن السفر خلال شهر رمضان متعة لا يشعر بها إلا من فعل ذلك. ويقول: الناس تستصعب السفر مع أن يطل رمضان وهذا خطأ كبير، رمضان يعطي جواً ممتعاً للسفر خصوصاً حين تقام الخيم الرمضانية والتي في بعض منها يعاد الماضي بنكهة الحاضر وتشعر براحة كبيرة وتتعرف على أجواء رمضان في دول إسلامية عدة. ويضيف: «أصدقاء كثر سافروا إلى دول إسلامية أخرى وأثنوا على أجواء رمضان هناك، كما هي جميلة في مملكتنا الحبيبة من خلال الخيم الرمضانية المميزة التي تنتشر في عدد من الفنادق وبعض المطاعم».