برعاية رئيس مجلس إدارة مشروع قلب العالم المستشار أحمد بن عبدالله الحصيني افتتح في صالة داما أرت معرض الفنان السوداني النحات عجيب يوسف. الذي قدم في المعرض أعمالاً عكست انطباعات الناس من حكايا وأحاجٍ وأساطير وأمثال شعبية، حاول الفنان من خلالها استحضار التنوع الإفريقي. جاعلاً من تخصصه النحت طريقًا جديدًا للتساؤل وبعث العجيب، وهو فنان مقيم في السعودية منذ أكثر من 23 عامًا، فمن ماهية الممكن بدأ الفنان صراخه المعلن عبر خامة الحديد وقطع العلب المعدنية المستهلكة كعلب المشروبات الغازية وعلب البويات الكيماوية المعاد تدويرها بطريقة متقنة ومتناسقة في الشكل والفكرة والإخراج، وكأنه بذلك يُعيد تدوير ذاكرته وتاريخه الذاتي عبر طفولة المكان والإنسان في السودان.. مشيرًا إلى أن غربة الفنان عن وطنه لفترة طويلة جعلته كائنًا ذاكراتيًا بامتياز، وكأن المكان - الأصل ممكنًا في استحضاره ما يقدمه في معرضه
ويضيف قائلاً: إن إفريقيا كقارة لها هوية خاصة مميزة ومعلومة. وارتباط ذلك المفهوم بصورة قوية بإفريقيا يجعل هويتها رسالة سهلة الاستيعاب. فأي كان هذا الارتباط حول الموروث الثقافي أو التباين الأثنى أو تنوع النشاط البشرى فهو دلالة مباشرة لمعنى هوية. أما كلمة رمزية هي ارتباط الاستجابة لمفهوم هوية إفريقيا بنوع معين من نتاج الممارسة الثقافية. إذن الكلمتان تدوران حول مفهومين مختلفين لكل واحد اتجاه. فجاء مسمى المعرض بتلك الكلمتين إفريقيا الهوية والرمزية لبيان كنه كل مفهوم ومدلوله.
وعن المعرض قال: هو إيضاح أو بيان التباين الثقافي الإفريقي وتنوعه بعدد دول القارة الـ54 وبعدد الأجناس في كل دولة. فالمعرض هو الرمزية لماهية إفريقيا. وهذه الرمزية أطرت في أربعة جوانب إيضاحية عبر الأقنعة الإفريقية فدارت حول مفهوم الثقافة، سحن الناس، النشاط البشرى وتنوع وتباين البلدان الإفريقية. فظهر المعرض في شكل أقنعة إفريقية تمثل الثقافة ووجوه الناس وأدوات النشاط البشرى في الزراعة أو الحرب أو الصيد أو الموسيقى الخ...
كما أن المعرض يشكل احتفائية تذكرية ليوم إفريقيا العالمي الذي يصادف 25 مايو من كل عام. وقد درجت القارة الإفريقية على الاحتفال بهذا الحدث سنويًا ومن زمن بعيد عبر ممثيلياتها الدبلوماسية حول العالم. وأنا كفنان إفريقي لا بد لي من الانفعال والتفاعل مع هذا الحدث والمشاركة فيه وهذه ليست المرة الأولى لي بل سبقتها أخريات إذن الرسالة هي التعريف بالقارة الأم وإرثها الفخم.
وعن ظهور الأعمال كلها ثنائية الأبعاد ريليفيات أو جداريات، قال الفنان عجيب إن طبيعة الموضوع يتطلب معالجة ريليفية أو جدارية لأنه يخدم الجانب المعرفي المعلوماتي من جهة.
وجانب آخر يحمل الشق الإبداعي التشكيلي النحتي. الجداريات أو الريلييفيات هي أقرب الصور استيعابًا لاعتمادها على إحساس البعد الواحد الذي يشابه سطوح اللوحات والورق وغيره هذا من جانب. وفي الأخير ميولي أنا كنحات نحو هذا الأسلوب من الممارسة النحتية هو المربط.
وأشاد الفنان السوداني عجيب وثمن اهتمام المملكة بالثقافة وبذلها الكثير حتى وصل الفنان التشكيلي السعودي في زمن وجيز لهذه المرتبة الموازية لبلدان لها تاريخ عريق في هذا النشاط.
مقدرًا الدور الطليعي الذي تقوم به صالة داما أرت الفتية التي أفردت لنفسها مكانة مرموقة في هذا النشاط وفي زمن مثالي.
أخيرًا عظيم تقديرنا لهذه الصحيفة ودورها المتعاظم في دعم الفن والثقافة.